كشف وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، عن مشروع شامل لإعادة تنظيم جهاز التفتيش التربوي على المستوى الوطني، وذلك خلال إشرافه على افتتاح الملتقى الوطني لتكوين مفتشي اللغة الأمازيغية، المنظم بالشراكة مع المحافظة السامية للأمازيغية.
وأكد الوزير أن التفتيش يعد وظيفة سامية داخل المنظومة التربوية، وهو عنصر أساسي لضبط ومرافقة أداء المؤسسات التربوية، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل حاليًا على تنظيم حسن انتشار المفتشين عبر التراب الوطني، لضمان مراقبة ومرافقة فعالة في الجانبين الإداري والبيداغوجي. وأوضح أن العمل جارٍ لإعادة هيكلة المفتشية العامة للتربية الوطنية وفقًا لما يحدده القانون، من خلال استحداث مفتشيات جهوية، لتقريب المفتشين من الميدان وتوفير الظروف المثلى لممارسة مهامهم. وفي هذا السياق، شدد الوزير على أن تحسين ظروف عمل المفتشين يمثل أولوية، قناعة بأن هذه الهيئة مطالبة بلعب دور أساسي في ضبط أداء المؤسسات، وتوفير البيئة المناسبة للأستاذ والإداري. كما نوه بالحرص الذي أبداه الإداريون على ضمان دخول مدرسي هادئ ومنظم. وأكد أن التكوين المتخصص للمفتشين يعد ركيزة لتحسين الأداء التربوي، ويؤهلهم لمرافقة الأساتذة ومتابعة تنفيذ البرامج والمناهج، خاصة ما يتعلق بتدريس اللغة الأمازيغية، التي اعتبرها مكونًا أصيلًا من مكونات الهوية الوطنية. وفي ذات المناسبة، التي تزامنت مع إحياء اليوم العالمي للمعلم المصادف لـ 5 أكتوبر، وجه الوزير تحية عرفان وتقدير لأسرة التعليم، مشيدًا بدور المعلم ورسالة التربية التي تحمل في جوهرها أبعادًا إنسانية ووطنية. وذكّر في كلمته بما قاله العلامة الشيخ البشير الإبراهيمي في رسالته الخالدة إلى المعلمين: “أنتم تجلسون من كراسي التعليم على عروش ممالك”، في إشارة إلى القدسية التي تحيط بمهنة التعليم، رغم مشقتها. ودعا الوزير الجيل الجديد من الأساتذة إلى غرس قيم التقدير والاحترام للمعلم في نفوس التلاميذ، إلى جانب معاني الوطنية، حب الوطن، والرغبة في البحث والمعرفة، لصناعة أجيال قادرة على تقديم الأفضل للمؤسسات الوطنية. وبهذه المناسبة، توجه الوزير بأسمى عبارات التهنئة للأساتذة، مؤكدًا التزام الوزارة بتحسين ظروفهم المهنية والاجتماعية، والعمل المتواصل لبلوغ مرحلة يكون فيها الأستاذ متفرغًا ومكتفيًا، وموجهًا بكل طاقته لتربية الأجيال تربية عصرية متحضرة ومتكاملة. وزارة التربية تعمل على برنامج جديد لاستحداث شعب وتخصصات جديدة في مجالات بالإعلام الآلي والتكنولوجيا. وفيما يتعلق باللغة الأمازيغية، أشاد الوزير بتنظيم الملتقى في إطار الشراكة مع المحافظة السامية للأمازيغية، واعتبره خطوة هامة للرقي بالأمازيغية كلغة وطنية ورسمية، ورافد من روافد الهوية الجزائرية. ودعا إلى مزيد من التنسيق بين وزارة التربية وكل من المحافظة السامية للأمازيغية والمجمع الجزائري للغة الأمازيغية، وهي الهيئة الدستورية المكلفة بترقيتها، لتوسيع تدريسها عبر المؤسسات التربوية وطنياً، وتطوير مناهجها البيداغوجية والتكوينية. وفي ختام كلمته، أكد الوزير أن قطاع التربية الوطنية يشتغل على آليات جديدة لضمان جودة التكوين والتدريس، عبر إصلاح منظومة التفتيش وتنظيمها هيكليًا، إلى جانب تطوير المناهج الدراسية، بما يضمن تخصصًا أوسع في الشعب التعليمية. وأشار إلى أن العالم يشهد تطورًا سريعًا في أنظمة التعليم، مما يفرض على المنظومة التربوية الجزائرية الانفتاح على الشعب الجديدة والتخصصات الدقيقة، وتمكين التلميذ من التعمق في التخصصات والشعب أكثر في مجالات بالإعلام الآلي، والتكنولوجيا المتقدمة، باعتبارها أرضية أولى للتعليم العالي المتخصص بالجامعات. وأوضح سعداوي، أن هذه التوجهات تدخل ضمن محاور جودة التعليم التي تسعى الوزارة إلى تجسيدها تدريجيًا، بالتشاور مع كل الفاعلين والشركاء في القطاع، إيمانًا بأن الاستثمار في المورد البشري هو السبيل الحقيقي للارتقاء بالمدرسة الجزائرية، وصنع تعليم نوعي يواكب تطلعات الدولة والمجتمع.
سامي سعد