في تقرير جديد يعيد قراءة الحقبة الاستعمارية

وزارة الدفاع تكشف بشاعة المشروع الفرنسي الاحتلالي

وزارة الدفاع تكشف بشاعة المشروع الفرنسي الاحتلالي
  • وزارة الدفاع تبرز صمود القبائل الجزائرية في وجه محاولات الاستئصال


سلط تقرير جديد صادر عن وزارة الدفاع الوطني، الضوء على الطابع الاحتلالي العنيف الذي ميز الاحتلال الفرنسي للجزائر منذ سنة 1830، مشيرا إلى أن ما تعرضت له البلاد لم يكن غزوا عسكريا تقليديا، بل مشروعا استعماريا شاملا يستهدف الهوية والوجود الجزائري برمته.

وأوضح التقرير، أن الاحتلال الفرنسي اعتمد استراتيجية قائمة على الاجتثاث الثقافي والطمس الممنهج للهوية الوطنية، عبر ممارسات تتسم بالتوحش والقمع والإبادة، حيث شكل استئصال القبائل الجزائرية إحدى أفظع الوسائل التي استخدمها الاستعمار لإضعاف المقاومة وضرب ركائز المجتمع. وأضافت وزارة الدفاع، أن القبائل لم تكن مجرد كيانات اجتماعية، بل كانت تمثل صمام أمان للهوية الوطنية ومهدا للممانعة والثبات، ما جعلها في صلب استهداف حملات تطهير عرقي ومحو ثقافي لم تراع حرمة الأعمار ولا قدسية الأرض. وأكد التقرير، أن السلطات الاستعمارية الفرنسية سعت بكل ما أوتيت من عنف وقوة إلى إخماد جذوة التحرر الوطني، عبر البطش والتنكيل الجماعي، غير أن الشعب الجزائري ظل، رغم المحن المتتالية، عصيا على الانكسار، مستمرا في مقاومته، حيث شهدت مختلف المناطق انبعاث مقاومات شعبية متتالية، قادها رموز الدولة الجزائرية آنذاك، ومهدت الطريق لولادة الروح التحررية الكبرى التي توجت بثورة أول نوفمبر. ويأتي هذا التقرير، في سياق جهود مؤسسات الدولة لتوثيق الذاكرة الوطنية ومجابهة محاولات تشويه الحقائق التاريخية، لا سيما في ظل التحديات الراهنة المتعلقة بصون السيادة الثقافية والرمزية للجزائر.

محمد بوسلامة