الجزائر- كشف وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، عن إتمام كافة تحضيرات الامتحانات الرسمية لدورة 2019 عبر الاستنجاد بمختلف الجهات لإنجاحها ومنع أي غش أو تسريب للمواضيع، لئلا يتكرر ما حصل العام الماضي حيث ضبط القطاع 1700 تلميذ في حالة غش بتورط أطراف خارجية تعاونت في هذه الحالات.
وقال وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، في ندوة صحفية نشطها، الثلاثاء، بمقر وزارة التربية بالمرادية بالعاصمة خصصت لموضوع الامتحانات الرسمية أنه “تم الانتهاء من كل التحضيرات الخاصة بالامتحانات المدرسية من أجل السير الحسن”، مشيرا أنه تم إسداء تعليمات من قبل الوزير الأول والأسلاك الامنية كل فيما يعنيه واختصاصه لكي يجتاز التلاميذ الامتحان في اطمئنان وسكينة.
وبلغة الأرقام أشار بلعابد أنه قد بلغ عدد المترشحين لاجتياز مرحلة التعليم الإبتدائي 812 ألف و655 مترشح، منهم 417 ألف و679 ذكور بنسبة 51 بالمائة، و394 ألف و676 إناث بنسبة 48.86 بالمائة بزيادة قدرت بـ 14 ألف و843 مترشح.
أما عدد المترشحين في مرحلة التعليم المتوسط فبلغ 631 ألف و395 مقارنة بالسنة الفارطة 31 ألف و530 مترشح، في حين عدد المترشحين لشهادة البكالوريا فبلغ 674 ألف و831 مترشح، منهم 411 الف و431 مترشح من النظاميين، أما الأحرار فبلغ عدد المترشحين 263 ألف و400، مضيفا أن شعبة العلوم التجريبية هي أكثر الشعب من حيث المترشحين.
* أجهزة تشويش بـ16 مركزا مكلفا بطباعة وإعداد أسئلة الباك والامتحانات الأخرى
ومن أجل محاربة الغش، باستعمال التكنولوجيات، دعا بلعابد جميع الاطراف إلى بذل الجهود لمحاربة الظاهرة، مشيرا في السياق ذاته إلى التنسيق مع مختلف الجهات الامنية على غرار وزارة الدفاع الوطني التي جهزت فروع الديوان الوطني للامتحانات بأجهزة التشويش، مشيرا أن هناك 9 فروع للديوان الوطني للامتحانات، من بينها فرعان يتكفلان بطباعة أسئلة شهادة البكالوريا المتواجدان على مستوى الجزائر وباتنة، وهناك 7 فروع جهوية أخرى قامت وزارة الدفاع الوطني بتجهيزها بأجهزة التشويش من أجل الحماية الإلكترونية.
وفي سياق أخر قال وزير التربية، إنّ مصالحه تعمل جاهدة للتكفل وإعادة إدماج نزلاء المؤسسسة العقابية، مشيرا أنّ المترشحين لاجتياز شهادة البكالوريا من نزلاء المؤسسة العقابية المتأخرين عن الامتحان لظرف ما يتم التكفل بهم وإعطائهم فرصة أخرى للاجتياز الامتحان، وحتى الذين انتهت عقوبتهم يقول- بلعابد- بإمكانهم الالتحاق بمراكز الامتحان بالمؤسسة العقابية التي كانوا فيها لاجتياز الامتحان .
من جهة أخرى، استبعد بلعابد إمكانية إجراء دورة استثنائية لامتحان البكالوريا خلال هذه السنة، نظرا للاستقرار الذي تميزت به السنة الدراسية وكذا التقدم في البرنامج الدراسي الذي سيبلغ نسبة مئة بالمئة إلى غاية آخر يوم من الامتحانات التجريبية، و طمأن الوزير المترشحين لشهادة البكالوريا، أن كل الإجراءات السابقة لم يطرأ عليها أي تغيير ، من حيث الوقت الإضافي، وموضوعين اختياريين، داعيا في السياق ذاته، إلى تجنب تضييع الوقت، واستغلال الوقت الإضافي لاختيار الموضوع المناسب.
كما تطرق بلعابد ، إلى قرار تعديل رزنامة الامتحانات للاطوار التعليمية الثلاثة، مشيرا أنه جاء لفسح المجال أمام الممتحنين للمراجعة أكثر، مؤكدة أن أسئلة شهادة البكالوريا، ستكون من ضمن البرنامج وأن التلاميذ المعنيين بشهادة البكالوريا، لن يمتحنوا في أي موضوع لم يتلقوه طيلة السنة الدراسية.

* أسئلة جديدة في الباك لمنع المترشحين من البحث عن أجوبة خارج قاعات الامتحانات
وفي معرض تذكيره بالإجراءات المتخذة من قبل قطاعه بالتنسيق مع قطاعات أخرى لقمع الغش في امتحانات شهادة البكالوريا، شدد الوزير على “أهمية وفعالية” هذه الاجراءات، مشيرا إلى أن “التفكير جار في الوقت الحالي من أجل إعادة صياغة اسئلة امتحان شهادة البكالوريا بالشكل الذي يسمح للمترشح بالابتعاد عن البحث عن أجوبة في أمكنة أخرى”.
وقال بأن مثل هذه الإجراءات الردعية لسلوكات الغش “أثبتت نجاعتها و قدمت نتائج ايجابية في السنوات الأخيرة خاصة بعدما تم استحداث منذ سنتين الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الاعلام والاتصال ومكافحتها التابعة لوزارة العدل والتي تم تزويدها بالأدوات القانونية والتشريعية اللازمة”.
ودعا بالمناسبة الجميع إلى ضرورة تحسيس المترشحين بالابتعاد عن الغش الإلكتروني الذي “لا تحمد عواقبه وتبعاته” ( إقصاء المترشح النظامي لمدة 05 سنوات و10 سنوات بالنسبة للمترشح الحر)، معبرا في الوقت ذاته عن أسفه لـ”تواطؤ البعض في مراكز إجراء الامتحانات في عملية نشر وتوزيع المواضيع مباشرة بعد فتح الأظرفة”، لافتا إلى أنه يجب التمييز بين تسريب المواضيع الذي وصفه بالخيانة والعجز عن التسيير.
ولم يفوت الوزير الفرصة ليؤكد بأن ما حدث خلال السنوات الماضية من خلال نشر المواضيع “لم يضر أبدا بمصداقية البكالوريا في الجزائر لكنه أثر كثيرا على أبنائنا وشوش عليهم”، مذكرا بأن الجهات المعنية وثقت السنة الفارطة 1700 حالة غش في البكالوريا.
وبشأن إصلاحات البكالوريا، أشار بلعابد أيضا، إلى أن الوزارة ستعيد النظر في تاريخ وكيفية إعداد شهادة البكالوريا ومدتها مستقبلا، مضيفا أن أهم نقطة سيتم التركيز عليها هي احتساب التقييم المستمر، ويتعلق الأمر بالسنوات الثلاث لأسباب كثيرة وهو ما يدفع بالمترشح لعدم مغادرة مقاعد الدراسة إلى غاية آخر يوم.

*منح استثناء للتلاميذ الممتازين الراسبين في الباك للانتقال إلى الجامعة
كما أضاف أن”هنالك العديد من التلاميذ الممتازين الذين يرسبون في امتحان البكالوريا لأسباب عديدة حيث أحيانا ينتابهم الخوف والضغط، وأحيانا يدخلون في عطلة مرضية مجبرة وهؤلاء سيتم إعادة النظر في حالتهم فور تطبيق الإجراءات الجديدة”.
في سياق آخر تطرق المسؤول الاول عن قطاع التربية للمنح والعلاوات وقال ” إن الوزير الأول قرر إعادة النظر في المنح المقدمة للإطارات التي تعد أسئلة البكالوريا، موضحا أن المجلس الوزاري المشترك المنعقد يوم 12 ماي الجاري، قرر التكفل بالأساتذة والمفتشين والإطارات الذين يعملون على إعداد الأسئلة وإعادة الاعتبار للمنحة التي تعطى لهم، خاصة وأنه تم تسخير 130 إطارا يتم حجزهم يوم 16 ماي ولن يسمح لهم بالخروج مهما كانت الظروف القاهرة، كما ستعمم هذه العلاوات على الإطارات نفسهم في الابتدائي والمتوسط الذين كانوا يقومون بهذا العمل من دون مقابل.
سامي سعد










