على غرار صناعة الزرابي.. الجلود والنحاس

وزارة السياحة تطلق دراسة لحماية النشاطات الحرفية المهددة بالزوال

وزارة السياحة تطلق دراسة لحماية النشاطات الحرفية المهددة بالزوال

تسعى وزارة السياحة والصناعة التقليدية، إلى إعداد دراسة جديدة لتحديد قائمة النشاطات الحرفية المهددة بالزوال بمختلف مناطق الوطن على غرار صناعة النحاس من أجل تشخيص الأسباب التي أدت إلى ذلك للتمكن من إعادة بعثها وحمايتها من الانقراض.

وتضم هذه القائمة كل الحرف المهددة بالاندثار، كما أكد المدير العام للصناعة التقليدية بالوزارة، جمال الدين بوعلام، من بينها صناعة النحاس والزرابي والسلال والجلود والحلي التقليدية والفخار، مشيرا إلى أنه يتم من خلال هذه الدراسة التي تتم بالتنسيق مع مختلف غرف الصناعة التقليدية والحرف، (تدعيم برنامج إعادة الاعتبار لهذه الحرف التي تعبر عن التراث الحضاري والتاريخي للبلاد). ومن أجل حماية هذه الحرف من الاندثار في ظل التحولات الاقتصادية يتطلب من الحرفي أيضا -كما أكده السيد بوعام- (عصرنة هذه الحرف والابتكار والاتقان في إنتاجها وفق متطلبات السوق والتطور التكنولوجي الحاصل وتسعى السلطات المعنية لهذا الغرض –يضيف ذات المتحدث– إلى ترقية مستوى التكوين والتأهيل لفائدة الحرفيين وتوريث الحرف المهددة بالانقراض في وسط الأسرة المنتجة والبحث عن آليات جديدة لتعزيز تسويق وترويج المنتوج وعصرنته من خلال إدراج تصاميم جديدة وتحقيق الإبداع وفق متطلبات الزبائن إلى جانب تسطير برامج تحسيسية وتوعوية بضرورة حماية نشاطات الصناعة التقليدية كما يتم مرافقة الحرفيين من أجل إنشاء مؤسساتهم المصغرة والتعرف على احتياجات السوق وطرق الترويج وكيفية التعامل مع الزبائن والاطلاع على المستجدات المعرفية عن طريق تنظيم دورات تكوينية وتوفير المواد الاولية ومساعدتهم للاستفادة أيضا من هيئات الدعم المتمثلة اساسا في الوكالة الوطنية للقرض المصغر والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة وكذا وكالة (أنساج). ومن بين الحرف المهددة بالزوال تطرق المسؤول ذاته الى حرفة السلالة التي اضحت حاليا محل اهتمام الكثير من الاسر الجزائرية بعد أن كادت أن تنقرض، مشيرا إلى أن هذه الحرفة تعرف رواجا كبيرا خاصة بولاية تيبازة. كما ألح بوعلام من جهة أخرى، على أهمية الحفاظ على نسيج الزربية لما تحمله من دلالات ورموز يحكى من خلالها محطات تاريخية وثقافية لكل منطقة تعرف بإنتاجها، مذكرا بوجود 32 نوعا من الزربية على المستوى الوطني من بينها زربية (بابار) خنشلة وغرداية وغليزان وتيزي وزو (اث هشام) وتميمون. وأشار إلى أنه تم تسطير برنامج تكويني ثري من أجل إعادة الاعتبار للزربية والحفاظ على نوعيتها المتميزة ومحاولة عصرنتها مع الحفاظ على طابعها التقليدي مشددا على ضرورة توفير المواد الأولية المتمثلة في الصوف. وفي نفس السياق، أبرز أهمية الحفاظ على حرفة النحاس وصناعة الفخار لا سيما (فخار بيدر) بتلمسان ونحاس قسنطينة لما لهما من مكانة فنية وتقليدية راقية  بحيث يجرى حاليا ايضا منح العلامة الجماعية لهما. من جهة أخرى، ذكر إلى أنه تم إلى غاية الآن تنظيم حوالي 900 نشاط ترقوي ومعارض وصالونات لفائدة الحرفيين على المستوى الوطني إلى جانب المشاركة في المعارض الدولية والجهوية للتعريف بالمنتوج الحرفي الجزائري لولوج السوق الأجنبية، مشيرا إلى كل الجهود المبذولة فيما يتعلق بتوفير المواد الأولية، لا سيما مادة العجينة لصناعة الفخار والخزف والفضة لإنتاج الحلي والنحاس. وفي هذا الإطار، أكدت إحدى الحرفيات مختصة في صناعة الزربية من ولاية غليزان، أن هذا الموروث التقليدي يتطلب عناية أكثر للحفاظ عليه وتوريثه للأجيال الصاعدة لما له من أهمية تاريخية وحضارية.

دريس.م