أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان، أن التحديات التي تواجه القطاع تستوجب من الفاعلين في الأسرة الجامعية والعلمية العمل سويا لبلورة “رؤية إصلاحية متكاملة”.
وخلال عرضه لبرنامج القطاع أمام لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني، أكد الوزير، أن هذه “التحديات ستزداد وطأتها في قادم السنين، وهو ما يتطلب من كل الفاعلين في الأسرة الجامعية والعلمية العمل سويا لبلورة رؤية إصلاحية متكاملة”. وأبرز أن هذه الرؤية تعتمد على التشارك وتقاسم استعمال الموارد البشرية والمادية وترشيد وعقلنة حوكمتها لبعث ديناميكية جديدة في مجال تكوين كفاءات عالية التأهيل وفائقة المهارة لجعل الجامعة قادرة على مسايرة التحولات الجارية ومستعدة للاستجابة لمتطلبات المهن المستحدثة والمهارات الجديدة والتساوق مع عالم بات التغير المستمر ميزته الأساسية”. وأشار الوزير، إلى أن برنامج القطاع يهدف إلى الارتقاء بنوعية التعليم العالي وتكييفه مع تفشي وباء كوفيد-19 وتعزيز التكوين والتأطير والشبكة الجامعية، إلى جانب تنشيط البحث العلمي والتطوير التكنولوجي ودعم الابتكار وكذا ترقية آليات الحوكمة الجامعية وعصرنتها. كما يرتكز البرنامج القطاعي -يضيف الوزير- على مراجعة العدة التنظيمية والتشريعية الضابطة لمرفق التعليم العالي وتقريب الجامعة من المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية وكذا تعزيز تكثيف التعاون الدولي لإقامة علاقات تعاون وتبادل وتوأمة ومشاريع وبرامج مشتركة مع العمل على الإصلاح التدريجي للخدمات الجامعية وتكثيف الحوار الاجتماعي مع مختلف الشركاء الاجتماعيين وذلك في إطار مقاربة تشاركية. وبالمناسبة، قدم الوزير عرضا مفصلا حول الدخول الجامعي 2021-2022, متطرقا إلى التحديات التي واجهت هذا الدخول خاصة ما تعلق بتسجيل ارتفاع ملحوظ في عدد الناجحين في شهادة البكالوريا دورة 2021 وكذا في نسبة الحاصلين على تقدير ممتاز(…). وقال إن عدد الناجحين الجدد في البكالوريا بلغ 345872 ناجحا، من بينهم 333747 طالبا مسجلا بالمؤسسات الجامعية، كما تم تسجيل ارتفاع ملحوظ في نسبة الحاصلين علة تقديرممتاز بنسبة 82 بالمئة، وبتقدير جيد جدا بنسبة 63 بالمئة. وبتقدير جيد بنسبة 57 بالمئة، مقارنة مع دورة بكالوريا 2020. كما تم تسجيل ارتفاع عدد الطلبة المسجلين في مختلف أطوار التعليم والتكوين ليصل إلى 1696000 طالبا مسجلا. بما في ذلك طلبة التدرج وما بعد التدرج والتكوين المتواصل كما تم اتخاذ جملة من الاجراءات لرفع التحديات التي عرفها هذا الدخول الجامعي.
لأول مرة.. ربط مواضيع الدكتوراه ببرامج البحث

ومن بين هذه الإجراءات اعتماد الرقمنة في كل مراحل تسجيل وتوجيه الطلبة نحو مؤسسات التعليم العالي عبر الخط، بالإضافة إلى اعتماد بروتوكول صحي وبيداغوجي خاص بتنظيم النشاطات البيداغوجية، وفق نمط التعليم المختلط الذي يزاوج بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعدن وذلك من خلال تخصيص التعليم الحضوري للمواد التعليمية الأساسية التي تمثل ثلثي الحجم الساعي الدراسي. والتعليم عن بعد للمواد الاستشرافية في كل التخصصات التي تمثل ثلث الحجم الساعي الدراسي. كما تم تفويج الطلبة إلى دفعات، تفاديا لكثافة التعدادات في الحرم الجامعي، واستحداث خلية مركزية وخلايا محلية أوكلت لها مهمة متابعة سير الموسم الجامعي الحالي. ويسعى القطاع بخصوص التعليم والتكوين وضمان الجودة إلى مواصلة مراجعة خريطة التكوين، وتحيين البرامج التعليمية في كل الأطوار. بالإضافة إلى ذلك، تحسين نوعية التكوين في الدكتوراه عن طريق الانتقاء والتكوين النوعي للطلبة في الطور الثالث. وربط مواضيع الدكتوراه ببرامج البحث المتمثلة في البرامج الوطنية للبحث العلمي التطويري. وبرامج البحث التكويني الجامعي وبرامج التعاون الدولي. من جهتهم، دعا النواب من خلال تدخلاتهم في هذه الجلسة التي حضرتها وزيرة العلاقات مع البرلمان، بسمة عزوار، إلى “ضرورة العمل على تحسين الخدمات الجامعية مع توسيع الشبكة الجامعية وتعميم استعمال اللغة العربية في بعض التخصصات وتعزيز الأمن داخل الحرم الجامعي”.
سامي سعد















