الجزائر -باشرت قطاعات وزارية إجراءات ميدانية قصد تنشيط مبادرات استثمارية في قطاع السياحة واستغلال جميع الفرص والإمكانيات التي تزخر بها البلاد.
ويأتي تحرك هذه القطاعات تنفيذا لتعليمات كان قد أسداها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في اجتماع لمجلس الوزراء عقد في 28 فيفري الماضي.
ووجه رئيس الجمهورية في الاجتماع تعليمات بحماية المستثمرين السياحيين من شبح البيروقراطية، حيث أمر وزير السياحة بإشراك نقابات أرباب العمل كفاعلين حقيقيين لتخفيف إجراءات الاستثمار بما فيها استشارتهم في توزيع العقار.
وأكد الرئيس على تحرير المبادرة لتشجيع الاستثمار في القطاع وعدم رهن المستثمرين ووضعهم تحت رحمة الإدارة ورؤساء البلديات، خاصة إذا كانت استثمارات الخواص تعتمد على تمويل ذاتي وعلى عقار خاص.
كما وجّه تعليمات بضرورة مراعاة الحفاظ على العقار الفلاحي عند الترخيص للمستثمرين في مشاريع التوسع السياحي، وكذا حماية المسيّرين بنصوص قانونية تشجعهم على تحرير المبادرة أمام المستثمرين، وتجنب البيروقراطية الإدارية.
تنشيط الحمامات المعدنية ومراكز المعالجة بمياه البحر

في هذا الإطار، أبرز وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، الدور الإيجابي للحمامات المعدنية ومركبات المعالجة بمياه البحر المجهزة طبيا في معالجة المرضى، داعيا إلى تنويع النشاطات في هذه الهياكل الذي من شأنه المساهمة في خلق نشاط اقتصادي مولد للثروة.
وقال الوزير، في تصريح صحفي: “نطمح لنجاح هذه الهياكل التي ستساعد في تطوير السياحة العلاجية بالنظر للظروف المناخية_. وأضاف أن _التكلفة المالية ستكون جد تنافسية وستجذب مرضى من بلدان أخرى، وهو تحدي لابد من تسجيله ضمن الأهداف المراد تحقيقها”.
بعث السياحة الدينية ضمن الاقتصاد الثقافي

من جهتها، أكدت وزيرة الثقافة والفنون، مليكة بن دودة، اهتمامَ الحكومة ببعث السياحة الدينية في الجزائر ضمن بدائل اقتصادية جديدة، مؤكدة أن الوزارة بدأت خطوات جدّية لدعم هذا التوجه ضمن استراتيجية الاقتصاد الثقافي الجاري تنفيذها.
ولدى معاينتها لمنشآت وهياكل تمثل الثقافة الإسلامية المتجذرة في التاريخ بمنطقة تلمسان، رفقة كل من الوالي أمومن مرموري، ورئيس المجلس الشعبي الولائي، وممثلي السلطات المحلية وأعضاء لجنة الأمن للولاية، وتفقد المتحف العمومي الوطني للآثار الإسلامية، أمرت بتسريع الإجراءات الإدارية لعملية ترميم الآثار وإعادة تأهيله وفق المقاييس العالمية، مع حتمية المحافظة على النّمط المعماري الإسلامي.
وزارت الوزيرة مسجد سيدي بلحسن والمتحف العمومي للفن والتاريخ لمدينة تلمسان، حيث تلقت شروحات حول نشاطات المتحف وعدد من القطع الأثرية والمجسمات لمختلف الحقب التاريخية التي شهدتها مدينة تلمسان عبر العصور، وكذا ضريح أبي مدين شعيب الغوث ببلدية تلمسان. والتقت الوزيرة بعدد من رجال الدين والمشايخ وأعيان المنطقة، وأكدت لهم حرص الدولة على العناية بالموروث الحضاري والهوية الإسلامية للأمة الجزائرية.وفي قلعة المشور بوسط مدينة تلمسان، عاينت الوزيرة المركز التفسيري ذي الطابع المتحفي للباس التقليدي، والقصر الملكي، وملحقة معهد الفنون الجميلة.
وشددت الوزيرة على إخراج الثقافة من المركز إلى كل المناطق، ولاسيما النائية والحدودية منها، للحفاظ على تماسك المجتمع الجزائري وحمايته من كل المخاطر المحدقة به، ولاسيما أن تلمسان منطقة حدودية واستراتيجية وتتوفر على رصيد تاريخي ومعرفي نادر.وأمرت الوزيرة مسؤولي المؤسسات تحت الوصاية بحل مشكلات العمال والفنانين على المستوى المحلي، وإذ تعذر الأمر تُعرض ملفاتُهم على الإدارة المركزية للنظر فيها، والتزام الشفافية في التسيير والبحث عن موارد جديدة تُسهم في دعم خزينة هذه المؤسسات.
كما أمرت الوزيرة باتخاذ ما يلزم لفتح المؤسسات أمام الجمهور ودعم السياحة الثقافية عبر استغلال كل الفضاءات المُمكنة، وإشراك الجمعيات المحلية في العمل الثقافي والفني وبحث آليات إشراكها في تسيير بعض الجوانب.
أمين. ب











