لـم أنْوِ قط الإقدام على عهدة خامسة بسبب سني وحالتي الصحية
سأعمل على إرساء أسس جمهورية جديدة ونظام للأجيال القادمة
سأؤجل الانتخابات استجابة لمطلب الشعب
سأجري تعديلات جمة على تشكيلة الحكومة في أقرب الآجال
التعديلات ستكون ردًا مناسبا على الـمطالب التي نادى بها الشعب
الندوة الوطنية الجامعة المستقلة ستكون هيئة تتمتع بكل السلطات اللازمة
الندوة الوطنية ستتولى بكل سيادة، تحديد موعد تاريخ إجراء الانتخاب الرئاسي الذي لن أترشح له
سأسعى – بإذن الله- إلى أن أسلم مهام رئيس الجمهورية إلى الرئيس الجديد
أعلن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة،، تأجيل تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة ليوم 18 أبريل 2019 وعدم ترشحه لعهدة رئاسية خامسة، كما وعد بإجراء تعديلات جمة على تشكيلة الحكومة وتنظيم الاستحقاق الرئاسي عقب الندوة الوطنية المستقلة تحت إشراف حصري للجنة انتخابية وطنية مستقلة.
وجاء في رسالة الرئيس بوتفليقة التي بعثها إلى الأمة “وفاء مِنّي لليمين التي أدّيتها أمام الشعب الجزائري بأن أصون وأرجح الـمصلحة العليا للوطن، في جميع الظروف، وبعد الـمشاورات الـمؤسساتية التي ينصُّ عليها الدستور، أدعو الله أن يعينني على عدم الزيغ عن القيم العليا لشعبنا، التي كرسها شهداؤنا الأبرار ومجاهدونا الأمجاد، وأنا أعرض على عقولكم و ضمائركم القرارات التالية..”.
لم أنو الإقدام أبدا على طلب العهدة الخامسة
أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أنه لم ينو أبدا الإقدام على طلب العهدة الخامسة بسبب عمره المتقدم وحالته الصحية وأشار أن نيته كانت تهدف إلى تأدية واجبه الأخير تجاه الشعب قبل تسليم المشعل للجيل الجديد.
وقال بوتفليقة في رسالته “لا محلَّ لعهدة خامسة، بل إنني لـم أنْوِ قط الإقدام على طلبها حيـث أن حالتي الصحية و سِنّي لا يتيحان لي سوى أن أؤدي الواجب الأخير تجاه الشعب الجزائري، ألا وهو العمل على إرساء أسُس جمهورية جديدة تكون بمثابة إطار للنظام الجزائري الجديد الذي نصبو إليه جميعًا”.
وتابع يقول “إن هذه الجمهورية الجديدة، وهذا النظام الجديد، سيوضعان بين أيدي الأجيال الجديدة من الجزائريات والجزائريين الذين سيكونون الفاعلين والـمستفيدين في الحياة العمومية وفي التنمية الـمستدامة في جزائر الغد”.
سأؤجل الانتخابات استجابة لمطلب الشعب
كما أعلن الرئيس بوتفليقة عن تأجيل الانتخابات الرئاسية ليوم 18 أفريل القادم وذلك استجابة لمطلب الشعب وتهدئة للتخوفات المعبر عنها وتحضيرا لدخول الجزائر في عهد جديد، وفي أقصر الآجال.
وقال رئيس الجمهورية في هذا الصدد “لن يُجْرَ انتخاب رئاسي يوم 18 من أفريل المقبل، والغرض هو الاستجابة للطلب الـمُلِح الذي وجهتموه إلي، حرصا منكم على تفادي كل سوء فهم فيما يخص وجوب وحتمية التعاقب بين الأجيال الذي اِلْتزمت به”.
وتابع الرئيس يقول: ” إن تأجيل الانتخابات الرئاسية الـمنشود يأتي إذن لتهدئة التخوفات المعبَّر عنها، قصد فسح الـمجال أمام إشاعة الطمأنينة والسكينة والأمن العام، ولنتفرغ جميعا للنهوض بأعمال ذات أهمية تاريخية ستمكّننا من التحضير لدخول الجزائر في عهد جديد، وفي أقصر الآجال”.
تعديلات جمة على تشكيلة الحكومة قريبا
كما وعد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة باجراء تعديلات جمة على تشكيلة الحكومة في أقرب الآجال، حيث قال “عزما مني على بعث تعبئة أكبر للسلطات العمومية، وكذا لمضاعفة فعالية عمل الدّولة في جميع المجالات، قرَّرتُ أن أُجري تعديلات جمة على تشكيلة الحكومة، في أقرب الآجال. والتعديلات هذه ستكون ردًا مناسبا على الـمطالب التي جاءتني منكم وكذا برهانا على تقبلي لزوم المحاسبة والتقويم الدقيق لـممارسة الـمسؤولية على جميع الـمستويات، وفي كل القطاعات”.
ندوة وطنية جامعة ستكون خاتمة خدمتي لبلدي الجزائر وشعبها
وجدد رئيس الجمهورية تعهده بإجراء ندوة وطنية جامعة مستقلة تتمتع بكل السلطات اللازمة، معتبرا ذلك مهمته الأخيرة التي يختتم بها مسار خدمته للجزائر وشعبها.
وقال “الندوة الوطنية الجامعة المستقلة ستكون هيئة تتمتع بكل السلطات اللازمة لتدارس وإعداد واعتماد كل أنواع الإصلاحات التي ستشكل أسيسة النظام الجديد الذي سيتمخض عنه إطلاق مسار تحويل دولتنا الوطنية”.
وأضاف “هذا الذي أعتبر أنه مهمتي الأخيرة، التي أختم بها ذلكم الـمسار الذي قطعته بعون الله تعالى ومَدَدِهِ، و بتفويض من الشعب الجزائري”.
وأوضح الرئيس بوتفليقة مهام هذه الندوة ومن يمثلها، حيث قال “ستكون هذه النّدوة عادلة من حيث تمثيلُ المجتمعِ الجزائري ومختلف ما فيه من الـمشارب والـمذاهب”، وأضاف “ستتولى النّدوة هذه تنظيم أعمالها بحريّة تامة بقيادة هيئة رئيسة تعددية، على رأسـها شخصية وطنية مستقلة، تَحظى بالقبول والخبرة، على أن تحرص هذه النّدوة على الفراغ من عُهدَتها قبل نهاية عام 2019”.
وأكد الرئيس أن مشروع الدستور الذي وعد بإحداث تعديلات عليه والذي تعدُّه النّدوة الوطنية “سيتم عرضه على الاستفتاء الشعبي”، مشيرا إلى أن “الندوة الوطنية الـمُستقلة هي التي ستتولى بكل سيادة، تحديد موعد تاريخ إجراء الانتخاب الرئاسي الذي لن أترشح له بأي حال من الأحوال”.
تاريخ الانتخابات الرئاسية عقب الندوة الوطنية الجامعة
وتطرق رئيس الجمهورية إلى الانتخابات الرئاسية التي سيتم الدعوة لها في غضون أشهر والتي تكون عقب الندوة الوطنية الجامعة، حيث قال في هذا الصدد “سيُنظَّم الانتخاب الرئاسي، عقب الندوة الوطنية الجامعة الـمستقلة، تحت الإشراف الحصري للجنةٍ انتخابية وطنيةٍ مستقلة، ستُحدد عهدتها وتشكيلتها و طريقة سيرها بمقتضى نصّ تشريعي خاص، سيستوحى من أنجع وأجود التجارب والـممارسات الـمعتمدة على الـمستوى الدَّوْلي”.
وأضاف الرئيس بوتفليقة يوضح الدواعي إلى إنشاء لجنة انتخابية وطنية مستقلة قائلا “لقد تقرر إنشاء لجنة انتخابية وطنية مستقلة استجابةً لـمطلب واسع عبرتْ عنه مختلف التشكيلات السياسية الجزائرية، وكذا للتوصيات التي طالـما أبدتها البعثاتِ الـملاحظة للانتخابات التابعة للـمنظمات الدّولية والإقليمية التي دعتْها واستقبلتها الجزائر بمناسبة الـمواعيد الانتخابية الوطنية السابقة”.
تشكيل حكومة كفاءات لتسيير المرحلة
وأكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أنه سيتم تشكيل حكومة كفاءات وطنية تتولى الإشراف على مهام الإدارة العمومية ومصالح الأمن، وتقدم العون للجنة الانتخابية الوطنية الـمستقلة.
وقال “بغرض الإسهام على النحو الأمثل في تنظيم الانتخاب الرئاسي في ظروف تكفل الحرية والنزاهة والشفافية لا تشوبها شائبة، سيتم تشكيل حكومة كفاءات وطنية، تتمتع بدعم مكونات النّدوة الوطنية. والحكومة هذه ستتولى الإشراف على مهام الادارة العمومية ومصالح الأمن، وتقدم العون للجنة الانتخابية الوطنية الـمستقلة”.
واضاف الرئيس بوتفليقة يقول عن مهام المجلس الدستوري ” سيتولى الـمجلس الدستوري، بكل استقلالية، الاضطلاع بالمهام التي يخولها له الدستور والقانون، فيما يتعلَّق بالانتخاب الرئاسي”.
أتعهد أني لن أدخر أي جهد في إنجاح خطة العمل هذه
كما أكد الرئيس بوتفليقة أنه سيحرص أمام الله والشعب الجزائر على ألا يدخر أي جهد من أجل الإسهام في إانجاح خطة العمل هذه، وقال “أتعهّدُ أمام الله عزَّ وجلَّ، وأمام الشعب الجزائري، بألاّ أدّخِر أيَّ جهدٍ في سبيل تعبئة مؤسسات الدّولة وهياكلها ومختلفِ مفاصلها وكذا الجماعات الـمحليّة، من أجل الإسهام في النجاح التام لخطة العمل هذه”.
وتابع يقول “كما أتعهّدُ بأن أسهر على ضمان مواظبة كافة المؤسسات الدّستورية للجمهورية، بكل انضباط، على أداء المهام المنوطة بكل منها، وممارسة سُلطتها في خدمة الشعب الجزائري والجمهورية لا غير”.
سأسعى بإذن الله على أن أسلم مهام رئيس الجمهورية إلى الرئيس الجديد
وختم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رسالته إلى الأمة بتعهده أنه سيسلم – بإذن الله – مهام رئيس الجمهورية وصلاحياته للرئيس الجديد الذي سيختاره الشعب الجزائري بكل حرية.
وقال في هذا الصدد ” خِتامًا أتعهّدُ، إن أمدني الله تبارك وتعالى بالبقاء والعون أن أسلم مهام رئيس الجمهورية وصلاحياته للرئيس الجديد الذي سيختاره الشعب الجزائري بكل حرية”.
مصطفى عمران










