أكد المحلل السياسي والخبير في القانون الدولي، إسماعيل خلف الله، أن قرار وقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة في ليبيا، يدخل في إطار تبني الحل السياسي الذي دعت إليه الجزائر عدة مرات، التي تعد طرفا فعالا في الملف ودولة محورية، باعتبارها لم تقف مع أي طرف متنازع، بل كانت تدعو دوما للجلوس إلى طاولة الحوار لمعالجة نقاط الاختلاف بين الأشقاء.
وأوضح المحلل السياسي، في تصريح لـ “الموعد اليومي”، أمس، إن إعلان الأطراف المتصارعة في ليبيا، لوقف إطلاق النار، قرار إيجابي، خاصة وأنه لقي إجماعا دوليا من طرف العديد من الدول، التي سارعت لمباركته، مباشرة بعد الاعلان عنه، والذي يأتي في وقت تشهد الأراضي الليبية عديد المعارك الطاحنة التي أهلكت الحرث والنسل وهجّرت الآلاف خوفا على حياتهم.
وأضاف إسماعيل خلف الله، أن الجزائر كانت داعمة للحل السياسي، منذ بداية الصراع، حيث التقت بالأطراف المتنازعة، في الكثير من المرات، وبالتالي يدخل ذلك في إطار تبني الحل السياسي الذي دعت إليه بلدنا، ومن حقنا أن نطرح تساؤلات، هل مقصده الذهاب إلى حل سياسي، أو أنه يدخل في إطار ربح الوقت وإعادة هيكلة لأحد الأطراف واسترجاع الأنفاس، وهذا لا يمكن أن يكون حلا، أين شهدنا سابقا العديد من القرارات لوقف إطلاق النار، ولكن لم تُحترم وبقي النزاع مستمرا، أما إذا كانت الأطراف الفاعلة سواء الداعمة للسراج أو حفتر وعقيلة، اتفقت على الذهاب للحوار وإيقاف إطلاق النار، فسينجح وستكون له آثار إيجابية في الميدان.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن الأطراف الفاعلة في ليبيا، موجودة تحت المظلة الأمريكية، وبالتالي هذا المقصد مصدره أمريكا، التي تريد الذهاب إليه، وهو يصب في مصلحة الليبيين ودور الجزائر ينطلق من هنا، لأنها طرف فعال في إدارة الملف، وكذلك باعتبارها دولة محورية ولها حدود وبقيت على مسافة واحدة مع الطرفين منذ نشوب الصراع، الذي جاء عقب الإطاحة بالرئيس معمر القذافي، حيث تتمتع بمصداقية حقيقية، وبالتالي دورها قد حان للذهاب للمساهمة في تأسيس دولة ليبية لها دستور خاص بها، وإجراء انتخابات سواء رئاسية أو برلمانية، معبرا في الأخير عن أمله أن يكون للقرار أثر في حل الأزمة وتوقيف دماء الليبيين التي ما زالت تسيل بكل أسف.
نادية حدار










