بعد انقضاء الأسبوع الأول.. كيف تقضي العائلة الجزائرية عطلتها الشتوية؟

بعد انقضاء الأسبوع الأول.. كيف تقضي العائلة الجزائرية عطلتها الشتوية؟

يعيش التلاميذ من مختلف الأطوار الدراسية، هذه الأيام، عطلتهم الشتوية، التي هي في الأصل مبرمجة من أجل راحتهم، واستعادة حيويتهم ونشاطهم، وهذا بعد فصل كامل من الدراسة أكثر ما ميزه التعب والاجتهاد.

اغتنمت العديد من العائلات رفقة أبنائها عطلة الشتاء لقضاء أجمل الأوقات بعيدا عن جو المنازل والروتين اليومي، حيث تعرف بعض أماكن الترفيه والمنتزهات كالصابلات والحدائق العامة إقبالا كبيرا للزوار، خاصة وأنها تحتوي على ألعاب ومساحات خضراء للركض واللعب.

 

حدائق فتحت أبوابها واستعدت للمناسبة

تعد بعض الحدائق وجهة هامة من وجهات تنزه الأسر وإضفاء جو من الفرحة والمرح عليها، وهو ما شجع على التوافد عليها، مستخدمين كافة الوسائل من سيارات وحافلات نقل وميترو.

وفي هذا الإطار، اقتربنا من إحدى العائلات التي لم ترد تفويت فرصة الترويح عن النفس بالرغم من قصر النهار، لقضاء أوقات العطلة، حسب ما أكده لنا رب عائلة قادم من ولاية البليدة “أنه من الضروري على الشخص منا أن يرفه عن نفسه ويأخذ قسطا من الراحة والتمتع مع الأطفال بجمال الطبيعة”.

نفس الرأي لمسناه عند سيدة أخرى قالت بأن العطلة فرصة للأسر من أجل التنقل قليلا عبر بعض المنتزهات العائلية، على غرار الحدائق التي تزخر بها بلدنا، ما دامت تحتوي على شروط الأمن، حيث أن الكثير من العائلات وأرباب الأسر يحرصون على اصطحاب أطفالهم وأقاربهم للاستمتاع بجمال الخضرة في الحدائق والمتنزهات، بعيدا عن جو المنزل، وتعد الحدائق والمتنزهات متنفسا جيدا ومتميزا للكبار والأطفال وبها خصوصية قد لا يجدونها في أي مكان.

 

الشارع متنفس للبعض
من جهة أخرى، هناك من الأولياء من يتركون أبناءهم في الشارع متحججين بغياب الفضاءات المخصصة لهم على مستوى الأحياء والبلديات، مما يدفع الأطفال دفعا إلى الشوارع للهو وتمضية الوقت خلال العطلة وفي آن واحد اكتساب بعض العادات المشينة التي تنقلب سلبا على سير الأطفال بسبب الاختلاط ورفقة السوء.
من جهة أخرى، أشار محدثونا إلى أن قلة مداخيلهم لا تساعدهم على برمجة جولات ترفيهية لأطفالهم، حتى يسترجعوا من خلالها نشاطهم الذهني والنفسي.

من جهة أخرى، استغرب بعض الأولياء الذين تحدثوا إلى “الموعد اليومي” للكيفية التي يتعامل بها بعض الأولياء مع أطفالهم، وفي هذا الشأن، عبرت السيدة “زوليخة”، عن اندهاشها من العائلات التي تطلق العنان للأبناء مما يسهل لهم المكوث في الشوارع طوال اليوم دون حسيب أو رقيب وينطلقون في تلك الأفعال الطائشة واستعمال وسائل مضرة في لعبهم حتى أن طريقة لعبهم تكون متهورة مما يؤدي إلى سقوطهم وإصابتهم بحوادث خطيرة، ناهيك عن رفقة السوء لتضيف أنها تعكف على تنظيم أوقات أبنائها في العطلة وتقسمها بين اللعب والراحة في الأسبوع الأول، ومراجعة الدروس في الأسبوع الثاني من أجل إعادتهم إلى أجواء الدراسة وتفادي نسيانها وتضييعها بعد صب اهتمامهم باللعب واللهو مثلما نراه عند الكثير من الأطفال دون أدنى اهتمام من الأولياء.
السيد “عبد الرحمان”، هو نفسه قال إن وضعية الأطفال في الوقت الحالي تدعو إلى دق ناقوس الخطر بالنظر إلى اللامبالاة وعدم الاهتمام بهم من طرف ولاة أمورهم، بحيث يقذفون بهم إلى الشوارع من أجل ضمّهم، وللكل أن يتخيل ما يتربص بهم على مستواها من كل جانب، وأضاف أن السبب يكون كذلك على عاتق بعض الهيئات الإقليمية في ظل عدم توفر فضاءات للأطفال من أجل استغلال العطلة في الراحة وتوسيع المعارف في إطار تنظيم رحلات سياحية، إلا أن ذلك الجانب غائب، مما أدى إلى ملازمة الأطفال للشوارع خلال كامل أيام العطلة بكل ما يحتضنه ذلك الأخير من ظواهر سلبية، فالأولياء كما جاء على لسان “عبد الرحمان”، ليس أن ينجبا للحياة، ويطلقان العنان للحياة دون ضوابط.

ل. ب