يستقطب رؤوس الأموال المكتنزة والمحبوسة عن التداول ،مسدور: “التمويل الإسلامي طوق النجاة للجزائر”….زكاة الجزائريين تفوق مبلغ 3.5 مليار دولار سنويا والثروة الوقفية 4 ملايير دولار

elmaouid

قال الخبير الاقتصادي فارس مسدور، أستاذ الاقتصاد الإسلامي في جامعة البليدة، إن الاقتصاد الإسلامي يعد طوق نجاة للجزائر من أزمة تقلص مداخيلها المالية بسبب تدهور أسعار النفط منذ 2014.

وحول كيفية الخروج من الأزمة من منظور الاقتصاد الإسلامي، أوضح فارس مسدور بالقول إن”أولا الاقتصاد الإسلامي اقتصاد حقيقي لا يمكنه أن يقبل الأدوات الاقتصادية التضخمية، لذا نجد أنه لا يوجد تعامل في القروض إلا ما كان (قرضا حسنا)، وإنما التعامل فيه يكون بأدوات تمويلية (وليس بقروض ربوية) تساهم مباشرة في تمويل الاقتصاد، لذا فاعتماد الحكومة للتمويل الإسلامي رسميا في برنامجها قد يعطي دفعا للحركة الاقتصادية في البلد، ما يعني تحسن النشاط الاقتصادي الذي يقابله انتعاش المنظومة الجبائية المرافقة له وتحسين موارد الخزينة العمومية، حيث يسمح التمويل الإسلامي باستقطاب رؤوس الأموال المكتنزة والمحبوسة عن التداول”.

وبخصوص مخاطر التمويل الإسلامي مقارنة بالتمويل غير التقليدي، قال الخبير الاقتصادي فارس مسدور إن “أول خطر يتعرض له التمويل الإسلامي في حد ذاته هو نقص التغطية القانونية، فهو تمويل تشاركي وعليه يحتاج لحماية قانونية دقيقة، هذا من جانب، ومن جانب ثان نخشى أن ينحصر نشاط التمويل الإسلامي في صيغة المرابحة التي تمثل 70 بالمائة من النشاط التمويلي الإسلامي، غير أن على الخزينة العمومية أن تستغل الصكوك الإسلامية لتمويل المشاريع الاقتصادية الكبرى في البلد، وهذا سيحدث نقلة اقتصادية كبيرة تخرجنا من احتكار الدولة لتمويل المشاريع وسيخفف الضغط عن ميزانيتها. وهذا التمويل أكثر أمانا من طباعة النقود مقابل أذونات الخزينة”.

 

زكاة الجزائريين تفوق 3.5 مليار دولار سنويا

وذكر مسدور أن منظومة الاقتصاد الإسلامي فيها ثلاثة قطاعات تتداخل مع بعضها البعض في الحياة الاقتصادية والاجتماعية: القطاع الحكومي وهوفاعل ومنظم للحياة الاقتصادية والاجتماعية، القطاع الخاص وهو فاعل في الحياة الاقتصادية ويحمل مسؤولية اجتماعية، أما القطاع الثالث فهو قطاع المجتمع المدني والخيري والذي يسد الفجوة التي عجز كل من القطاعين الأولين عن سدها.

وفي كل هذه القطاعات نجد حضورا قويا للزكاة (الاقتطاع الجبري) والأوقاف (الصدقة التطوعية بناء على درجة الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية)، وعليه فإن زكاة الجزائريين تفوق مبلغ 3,5 مليار دولار سنويا، والثروة الوقفية حوالي 4 ملايير دولار، وعليه يمكننا القضاء على الفقر خلال سنوات قليلة جدا، واستغلال هذه الأموال في جزء معتبر منها استغلالا استثماريا، وهذا يمكنه أن يوفر مشاريع صغيرة ومصغرة تضمن مكافحة الفقر والبطالة بطريقة راقية، خاصة إذا تم تبني فكرة “الحاضنات الوقفية لريادة الأعمال” التي نحاول نشرها لتكون مجالا بديلا عن التمويلات الربوية التي ينفر منها الشباب.