يعود تشييده إلى بدايات القرن الماضي… مصنع إسمنت يهدد صحة سكان الرايس حميدو

elmaouid

حذر سكان عدد من الأحياء على مستوى بلدية الرايس حميدو من تبعات مخلفات مصنع الإسمنت المتواجد على مستوى منطقة فرنكو، بعدما تفشت أمراض التنفس والحساسية بشكل جعل الاستمرار في تجاهل هذا

المصنع الذي يعود تشييده إلى بدايات القرن الماضي أمرا غير مقبول، داعين السلطات إلى الالتفات الجدي لهذا المشكل.

أعرب سكان أحياء الرايس حميدو وبالخصوص حي فرنكو عن مخاوفهم من تأثيرات مخلفات مصنع الإسمنت المتواجد بالمنطقة والذي أضحى خطرا متربصا بحياتهم، فهو شبح يهدِّد صحة المواطنين ويجعل أغلبهم يصابون بأمراض مزمنة على غرار الربو، صعوبة التنفس ومختلف الأمراض الأخرى، فإن لم يكونوا قد أصيبوا بعد، فهم على وشك الإصابة والأعراض متباينة، ويتمركز المصنع الذي شيد عام 1911 بمحاذاة الطريق الوطني رقم 11 وبالتحديد في مدخل بلدية الرايس حميدو، وهو المصنع الذي أسماه السكان “بالمرض العضال” و”المقبرة” بالنسبة لهم، مشيرين إلى أن تأثيراته تمتد حتى شارع “حميد قبلاج”، “عمار ملاح”، “مبروك بلحسن”، و”حي ميرامار”.

وأوضحوا أن أغلبهم مصاب بالربو نتيجة الغبار الكثيف المتطاير على مدار الأعوام لدرجة أنهم يتفادون فتح النوافذ إلا نادرا، حيث يكون الاختناق داخل جدران البيت أهون وأكثر وقاية من فتح الشرفات للتهوية، مضيفين في معرض شكواهم الموجهة إلى السلطات أن خطر نفايات المصنع وروائحه وغباره لا يحدق فقط بالمنازل المنتشرة وإنما يتعدى ذلك إلى المدارس المجاورة له منها مدرسة “العيد آل خليفة”، فهي الأكثر تضررا وعرضة للغبار والنفايات الإسمنتية بدليل أن معظم التلاميذ المتمدرسين هناك مصابون بالحساسية أو الربو، وهذا حسب شهادات الأولياء الذين طالبوا السلطات الوصية ووزير الصحة بالنظر إلى وضعهم ووضع أطفالهم الصحي، والوقوف على هذا المشكل الذي بات يؤرقهم، مع العمل على توفير مناصب شغل للعمال الذين يقتاتون منه أو إيجاد صيغة أو آلية لحماية المواطنين القاطنين بمحاذاته، حيث أن المصنع وعلى الرغم مما يخلفه من تلوث المحيط إلا أنه مصدر رزق لمئات العائلات، وأنه بالإمكان إيجاد حلول أخرى وهي احتواء السلبيات بتوظيف الطرق التقنية لتحديث المصفاة وتجنب كل ما يسببه من أمراض الربو والحساسية المفرطة التي أصيب بها السكان.

في سياق آخر، تساءل السكان عن مفارقة تشييد مصنع بالرايس حميدو مع مخلفاته دون أن تستفيد بلديتهم منه، إذ أن كل المداخيل التي يوفرها المصنع تذهب مباشرة للوحدة الأم المتواجدة ببلدية مفتاح.