يوم الشهيد.. شعلة تُضيء درب الأجيال

يوم الشهيد.. شعلة تُضيء درب الأجيال

في يوم مشرق من أيام الوطن، تحيي الأمة ذكرى يوم الشهيد، ذلك اليوم الذي يجسد أسمى معاني التضحية والفداء، حيث نستذكر بكل فخر وإجلال أولئك الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، ليظل علمه خفاقًا وترابه آمنًا.

يوم الشهيد ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو درس في حب الوطن والتضحية من أجله، وهو شعلة تضيء درب الأجيال القادمة.

الشهيد هو رمز العطاء بلا حدود، هو ذلك الإنسان الذي اختار أن يكون درعًا للوطن، وسيفًا يدافع عن كرامته وحريته.

في يوم الشهيد، نتوقف لنردد بكل اعتزاز: “الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون”، هم أحياء في قلوبنا، في ذاكرتنا، وفي كل شبر من تراب هذا الوطن.

في مدارسنا، نتعلم أن الشهادة ليست مجرد كلمة تُقال، بل هي فعل يُخلد في التاريخ. نقرأ عن بطولات الشهداء الذين ضحوا بكل غالٍ ونفيس من أجل أن نعيش نحن في أمان وسلام. نستلهم منهم قيم الصبر والإصرار، ونعاهد أنفسنا على أن نسير على دربهم، حاملين راية الوطن عاليًا.

يوم الشهيد هو أيضًا يوم للتأمل والتفكر في معنى الحياة والموت. الشهيد يعلمنا أن الموت ليس نهاية المطاف، بل هو بداية الخلود عندما يكون في سبيل القيم السامية. هو يعلمنا أن الحياة الحقيقية هي تلك التي تُعاش من أجل الآخرين، من أجل الأمة، من أجل المستقبل. في هذا اليوم، نرفع أكف الضراعة إلى السماء، ندعو لأرواح الشهداء بالرحمة والمغفرة، ونعدهم بأن نكون خير خلف لخير سلف. نعدهم بأن نحافظ على ما قدموه من تضحيات، وأن نعمل بجد وإخلاص لبناء وطن يستحق أن يُفدى بالروح.

يوم الشهيد هو يوم الفخر، يوم الذكرى، يوم العهد. فلنحفظه في قلوبنا، ولنعلم أبناءنا أن الشهادة في سبيل الوطن هي أعلى مراتب الشرف. ولتظل أرواح الشهداء شاهدة على أن هذا الوطن باقٍ، وسيظل باقيًا بإذن الله.

يوم الشهيد هو يوم نستلهم فيه العبر، ونستذكر فيه التضحيات، ونعاهد فيه أنفسنا على أن نكون عند حسن ظن أبطالنا. فلنكن جميعًا خير حماة لهذا الوطن، ولنكن أوفياء لتضحيات الشهداء. رحم الله شهداءنا الأبرار، وجعل مثواهم الجنة، وألهم ذويهم الصبر والسلوان.

 

التلميذة إيمان توسنة

قسم: الثانية ثانوي شعبة آداب وفلسفة

ثانوية موحوس برج الكيفان\ الجزائر العاصمة