الجزائر ليست لعبة حظ بين أيدي من هب ودب وليست لقمة صائغة لهواة المغامرات
الشعب يميز الآن بين مـــن هو صادق في نواياه، ومن يحمل في صدره ضغـينة لهذا البلد
الجزائر- عاد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، الثلاثاء، ليحذر من جديد مما وصفه بنوايا مبهمة الأهداف لبعض الأطراف التي تسعى عن قصد إلى عدم التقيد بالدستور في الفترة الحالية، مؤكدا أن الجزائر ليست لعبة في أيدي من هب ودب وليست لقمة صائغة لهوات المغامرات.
وحذر الفريق أحمد ڤايد صالح، في كلمة له ألقاها خلال اليوم الثاني من زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى الناحية العسكرية الثالثة ببشار، من النوايا مبهمة الأهداف التي يسعى أصحابها عن قصد إلى تجميد العمل بأحكام الدستور وهو ما يعني الدخول في نفق مظلم اسمه الفراغ الدستوري.
وقال في هذا الصدد متسائلا “هل يعتقد هؤلاء بأن هناك تناقضا أو تباعدا بين ما ترمي إليه الأحكام الدستورية في أبعادها الحقيقية وبين ما يطالب به الشعب الجزائري في مسيراته المتتالية”، وأضاف “الشعب الذي زكى دستوره هو أحرص من غيره على صيانة قانون بلاده الأساسي وحفظ أحكامه ودوام العمل به، فلا يمكن أن يتم باسم الشعب تحطيم إنجاز الشعب الجزائري المتمثل في قانونه الأساسي أي الدستور”.

أهذا ما تقصدونه بالخروج عن الدستور؟
وتابع نائب وزير الدفاع الوطني يؤكد أن سلطة الشعب فوق كل اعتبار بما فيها الدستور، غير أن البعض يريد من هذا الحق باطلا وقال “هل يدرك من يدعي عن جهل أو عن مكابرة وعناد أو عن نوايا مبهمة الأهداف، بأن سلطة الشعب هي فوق الدستور وفوق الجميع، وهي حق أريد به باطل، كونهم يريدون عن قصد تجاوز، بل تجميد العمل بأحكام الدستور، قلت هل يدرك هؤلاء أن ذلك يعني إلغاء كافة مؤسسات الدولة والدخول في نـفـق مظلم اسمه الفراغ الدستوري، ويعني بالتالي تهديم أسس الدولة الوطنية الجزائرية والتفكير في بناء دولة بمقاييس أخرى وبأفكار أخرى وبمشاريع إيديولوجية أخرى، تخصص لها نقاشات لا أول لها ولا آخر، هل هذا هو المقصود؟”.
وشدد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بقوله أن “الجزائر ليست لعبة حظ بين أيدي من هب ودب وليست لقمة صائغة لهواة المغامرات، فهي عصارة تضحيات ثورة عظيمة اسمها الفاتح من نوفمبر 1954، تحتاج من أبنائها المخلصين والأوفياء التحلي بالكثير من الحكمة والتبصر والعقلانية، والكثير من الاتزان الفكري والعقلي وبعد النظر، فالدستور الجزائري هو حضن الشعب وحصنه المنيع وهو الجامع لمقومات شخصيته الوطنية وثوابته الراسخة التي لا تحتاج إلى أي شكل من أشكال المراجعة والتبديل”.

هيبة الجزائر بقية ثابثة رغم أزمتها
كما جدد قايد صالح التأكيد على أن قيادة الجيش الوطني الشعبي لم تدخر أي جهد من أجل توفير كافة الظروف الملائمة التي تعبد الطريق أمام تذليل كافة الصعوبات التي أفرزتها الأزمة التي تعيشها البلاد. وقال في ذات الصدد ” قيادة الجيش الوطني الشعبي الوفية لوطنها ولجيشها، لم تدخر منذ بداية هذه الأزمة أي جهد من أجل توفير كافة الظروف الملائمة التي تعبّد الطريق أمام تذليل كافة الصعوبات الموضوعية وغير الموضوعية التي أفرزتها هذه الأزمة، ولا شك أن ما تحقق من مكاسب حتى الآن، هي إنجازات عظيمة تصب جميعها في مصلحة الجزائر وشعبها وتتوافق تماما مع المطالب الشعبية الموضوعية”.
وأشار الفريق أنه على الرغم من الأزمة التي تمر بها البلاد اليوم، “فإن الدولة الجزائرية بمؤسساتها المختلفة بقيت محافظة على كافة قدراتها التسييرية وعلى هيبتها وعلى نشاطاتها المختلفة وبقيت محافظة على تواصل مسارها العلاقاتي مع شركائها الأجانب، بفضل أبنائها المخلصين المتواجدين في مختلف مواقع نشاطهم وأعمالهم، فللجزائر شأنها الهام يتوجب المحافظة عليه من خلال الحرص على إبقاء الدولة الجزائرية ضمن سياقها الشرعي والدستوري”.

الشعب سيميز بين الصادق والخبيث في نواياه
وأكد قايد صالح أن الشعب الجزائري وبفضل الوعي الذي يتميز به، سيعرف لا محالة كيف يميز بين مـــن يمتلئ قلبه صدقا في خدمة الجزائر، و بين من يحمل في صدره ضغـينة لهذا البلد، مشيرا إلى أن من يحمل حقدا على الجيش الوطني الشعبي وقيادته الوطنية يصنف ضمن خانة أعداء الوطن.
“إن حاسة الشعب الجزائري وفراسته المعهودة، لم ولن تخيب ظنه، إنه سيحسن بالتأكيد التمييز الصحيح بين مـــن يمتلئ قلبه صدقا، ومن يحمل في صدره ضغـينة لهذا البلد، وسيدرك بالتأكيد أن من يفيض صدره حقدا على الجيش الوطني الشعبي وعلى قيادته الوطنية، هو لا محالة في خانة أعداء الجزائر، فأعداء الجزائر يدركون تماما، بحسرة شديدة وبحسد أشد، بأن بلادنا تحوز اليوم، على جيش وطني المبدأ، وشعبي المنبع وصادق العمل والسلوك، على رأسه قيادة مجاهدة تمنح للجهاد معناه الحقيقي، وتضع عهد الشهداء منارتها العالية، التي بها تـتـلمس معالم سبيلها، ومعها تشق طريقها نحو تأمين الجزائر ومرافقة شعبها إلى غاية الاطمئنان التام على حاضر هذا الوطن وعلى مستقبله”.

هذا هو الفرق بين من يعمل بإخلاص وصدق نية، وبين من يخطط بخبث
كما عاد الفريق أحمد ڤايد صالح إلى الحديث عن المسؤولين الذين تم توقيفهم وإيداعهم رهن الحبس المؤقت وأولئك الذين بصدد التحقيق معهم، وأكد بخصوصهم أنهم خططوا بخبث لنهب مال الجزائريين، في وقت كان بالمقابل أبناء الشعب من أفراد الجيش الوطني الشعبي منشغلون بأداء مهامهم بكل صدق وإخلاص، ويقومون بواجبهم الوطني حيال تطوير القوات المسلحة وترقيتها.
وقال في هذا الشأن “ففي الوقت الذي كان فيه أبناء الشعب من أفراد الجيش الوطني الشعبي منشغلون بأداء مهامهم بكل صدق وإخلاص، ويقومون بواجبهم الوطني حيال تطوير القوات المسلحة وترقيتها وتمكينها من بلوغ أعلى درجات الاحترافية وأعلى مراتب المهنية، بما يكفل لها صون الحدود الوطنية المديدة بكل تحدياتها، ومواصلة ربح رهان القضاء النهائي على آفة الإرهاب في شمال الوطن، كان فيه البعض ممن لا ضمير لهم يخططون بمكر في كيفية الانغماس في مستنقع نهب المال العام أي مال الشعب الجزائري، وهنا يكمن الفرق بين من يعمل بإخلاص وصدق نية، وبين من يخطط بخبث، فقد نسي هؤلاء بأن هذا الطريق قصير بل ومسدود”.
م/ع







