الجزائر -أبدى الوزير المستشار للاتصال الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية محند أوسعيد بلعيد، أمس الثلاثاء، تفاؤله بمستقبل وضع جائحة كورونا في البلاد في ظل الأرقام المطمئنة التي تعرضها يوميا اللجنة العلمية، داعيا المواطنين الى المزيد من الانضباط والصبر خلال باقي أيام الحجر الصحي التي تبقى مسألة رفعه بين أيديهم.
وأوضح الوزير المستشار، خلال ندوة صحفية نظمها بمقر رئاسة الجمهورية، أن هناك تفاؤل بخصوص وضع جائحة كورونا في البلاد بالنظر للأرقام التي تعرضها يوميا اللجنة العلمية التي يترأسها البروفيسور جمال فورار والتي تشير الى تناقص انتشار الوباء في عدة ولايات مع تناقص ملحوظ في عدد الوفيات يقابله ارتفاع معتبر في نسبة الشفاء.
واشار المتحدث الى أن تحسن الأوضاع نسبيا يعود الى فضل الله أولا ورجال السلك الطبي ثانيا فضلا عن القرارات السريعة والاجراءات الوقائية التي اتخذتها السلطات العليا في البلاد وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ناهيك عن تقيد أغلبية المواطنين بها.
وفي هذا الصدد دعا محند أوسعيد بلعيد المواطنين الى مزيد من الانضباط والصبر خلال بقية ايام الحجر الصحي التي قررت السلطات العليا في البلاد تمديدها بعد أخذ نصائح الخبراء والأطباء في المجال، مشيرا الى ان مسألة رفع الحجر نهائيا تبقى بين أيدي المواطنين ومرهونة بمدى احترامهم للإجراءات والتقيد التام بها.
تبرعات بمئات الملايير
وفي نفس السياق، تحدث الوزير المستشار للاتصال عن قيمة التبرعات المالية التي تصب في الحسابات المخصصة لمحاربة فيروس كورونا وأكد أنها بلغت حتى نهار الاثنين حوالي 230 مليار سنتيم وحوالي مليون دولار.
وحرصا على الشفافية والامانة وتجنبا لأي تأويل _ يضيف الوزير – سيتم بعد القضاء نهائيا على الوباء تشكيل لجنة تحت اشراف الوزير الاول مؤلفة من الهلال الاحمر الجزائري وممثلي المجتمع المدني تتولى تقديم اقتراحات لرئيس الجمهورية حول كيفية توزيع هذه التبرعات لمستحقيها من المتضررين من الوباء.
حملات ضد الجزائر ورئيس الجمهورية
وفي رده على سؤال بخصوص الحملات الخارجية من بعض الدول واستهدافها للجزائر، أكد أوسعيد أن تصريحات سابقة لرئيس الجمهورية وتأكيده بأن الجزائر مصممة على استعادة مكانتها الدولية الحقيقية أقلقت بعض الأنظمة التي كانت تريد أن تبقى الجزائر مغيبة تماما عن المشهد الدولي.
وربط أوسعيد هذه الحملات بحملات أخرى تستهدف شخص رئيس الجمهورية، مؤكدا” أننا قادرون على الرد بالمثل، ولكن من الأفضل تخصيص هذه الطاقة فيما ينفع البلاد”.
“غوتيريش” فشل في تعيين لعمامرة وليست الجزائر
وفي سياق غير بعيد له علاقة بمسألة رفض بعض الأطراف اشراف الوزير الأسبق والدبلوماسي رمطان لعمامرة مبعوثا أمميا لليبيا وعلاقتها بالجزائر، أكد الوزير المستشار أن لعمامرة لم يطلب الترشح بل رشحه الأمين العام واضاف قائلا “هناك أطراف ترى في عدم ترشح لعمامرة فشلا للجزائر أطالب منها تصحيح حكمها، فهذا فشل للأمين العام للأمم المتحدة، الذي لم يستطع اختيار رجل كفء مشهود له بأسلوبه المتميز البسيط في حل الأزمات “.
وأضاف قائلا “كون تفكير الأمين العام في اختيار جزائري هذا شيء يزرع فينا الفخر والإعتزاز بما انجبته الديبلوماسية الجزائرية”.
ولم يستبعد المتحدث رفض بعض الأطراف اشراف لعمامرة على المنصب استجابة لإعتبارات محلية تحركها بعض الأنظمة ليس لها مصلحة في حل مشكلة الشعب الليبي.وفي هذا الصدد شدد الوزير المستشار على أنه “لا يمكن ان يتم اي شيء في ليبيا بدون موافقة الجزائر”، مشيرا الى أن الجزائر مستمرة في دورها الوطني النزيه غير المرتبط بالحسابات التي تتاجر بدماء الأبرياء في ليبيا، لأن ذلك واجب وطني”.
الديمقراطية تحتاج للصوت الآخر
وفي رده على سؤال بخصوص مسألة حرية الصحافة وسجن صحفيين، أكد المتحدث أن هناك تشجيع كامل لحرية الصحافة في الجزائر، واستند في كلامه الى العدد الهائل من وسائل الاعلام بمختلف أنواعها التي لا تمتلكها أي دولة في الجوار.وأكد ذات المتحدث، أن الدولة تتحمل الانتقادات لأن الديمقراطية تحتاج للصوت الآخر غير أنها يجب أن تبقى في حدود القانون، واحترام الأخلاق، واحترام الأداب العامة ومن يخرج على هذه الحدود يشمله تطبيق القانون العام كسائر المواطنين.
الاستدانة الخارجية أمر مستبعد تماما
وفي رده على سؤال بخصوص امكانية لجوء الجزائر للاستدانة الخارجية في ظل أزمة اقتصادية خانقة مرتقبة جراء استمرار أزمة كورونا وما انجر عنها من تهاوي أسعار المحروقات، أشار الناطق الرسمي باسم الرئاسة أن رئيس الجمهورية فصل في تصريح سابق بخصوص هذا الأمر وأكد أن اللجوء الى الاستدانة الخارجية في هذا الوقت أمر مستبعد تماما.
وأوضح المتحدث أن الدولة الجزائرية حتى تتجاوز هذه الأزمة اتخذت جملة من القرارات الاقتصادية على غرار تقليص نفقاتها في حدود 30 بالمائة.
م/ع










