الجزائر -قرّر كبار الضباط في الجيش الوطني الشعبي، التبرع بشهر من رواتبهم للمساهمة في مواجهة تفشي جائحة كورونا، وفقا لما أكده بيان لوزارة الدفاع الوطني.
وجاء في بيان الوزارة، الإثنين، أنه “مساهمة من أفراد الجيش الوطني الشعبي في الجهود الوطنية الرامية للحد من تداعيات الأزمة الصحية على الجبهة الاجتماعية وعلى مستوى معيشة المواطنين عموما جراء جائحة فيروس كورونا المستجد، ارتأى الضباط العمداء والضباط السامون للجيش الوطني الشعبي التبرع بشهر من رواتبهم”، مضيفا أن “التبرعات سيتم دفعها في حسابات التضامن كوفيد-19 المفتوحة لهذا الغرض”.
وأكدت المؤسسة العسكرية أن “الهبّة التضامنية التي بادر بها رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، تعكس روح الانسجام والتضامن والأخوة التي لطالما تميز بها الشعب الجزائري، وتؤكد مرة أخرى وقوف الجيش الوطني الشعبي صفا واحد مع الشعب الجزائري لتخطي هذه المحنة في أقرب الآجال وبأقل الأضرار”.
تأهب عسكري دائم لمواجهة وباء “كورونا”
وأعلن الجيش الوطني الشعبي، الأسبوع الماضي، تأهبه لاتخاذ جميع الاحتياطات والإجراءات اللازمة التي تقي من فيروس كورونا وتمنع انتشاره في صفوفه وتحافظ على “روحه القتالية بالوتيرة ذاتها”، والدفع بفرقه الطبية “في أي وقت” لمواجهة الوباء.
وأسدى رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة، اللواء السعيد شنقريحة، خلال زيارة العمل والتفقد التي قام بها إلى الناحية العسكرية الأولى بالبليدة، جملة من التوجيهات والتعليمات حول إجراءات الوقاية من انتشار فيروس كورونا في صفوف الجيش الوطني الشعبي واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على جاهزية الوحدات والقوات في “أعلى مستوياتها”.
واجتمع اللواء شنقريحة بقيادة وإطارات الناحية وقادة القطاعات العسكرية ومسؤولي المصالح الأمنية، حيث استمع إلى عرض قائد الناحية العسكرية الأولى، والذي تضمن “مختلف الإجراءات المتخذة، تنفيذا لتعليمات القيادة العليا، لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، في إقليم الاختصاص، لاسيما على مستوى ولاية البليدة، ليستمع بعده لعروض قادة القطاعات العسكرية ومختلف مصالح الأمن”.
مستشفى ميداني جاهز للطوارئ
ومن بين الإجراءات العملية التي اتخذتها قيادة الجيش للتصدي لانتشار وباء “كورونا”، إقامة مستشفى عسكري ميداني القادر على التكفل بعدد معتبر من المصابين إذا تطلب الوضع ذلك، وذلك على مستوى الفوج 52 الطبي بولاية البويرة الذي يحوز على أجهزة طبية حديثة، وهو الذي عاينه اللواء شنقريحة ووقف على “آخر الاستعدادات والتحضيرات التي تقوم بها كافة مكونات الفوج، تحسبا للتدخل في أي وقت، لإسناد المنظومة الصحية الوطنية في هذا الظرف الصحي الاستثنائي”. كما عاين عن كثب مختلف التجهيزات الحديثة والوسائل الطبية التي يحوزها الفوج.
ولقيت الجهود التي قام طاقم الطائرتين العسكريتين، الأحد، في نقل المعدات الطبية من الصين نحو الجزائر في ظرف يومين ذهابا وإيابا استحسان كبار المسؤولين في الدولة على رأسهم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون الذي حيا الطاقم في تغريدة له قال فيها: “تحية تقدير وإكبار لأفراد طاقمي الطائرتين العسكريتين الذين أتموا مهمتهم على أكمل وجه، لنقل الإمداد من الصين إلى الجزائر في توقيت قياسي ومتعب، فألف شكر يا أحرار أبناء الأحرار على تفانيكم لخدمة بلدكم”.
بدوره، أكد الوزير الأول، عبد العزيز جراد، الذي أشرف على استلام هذه الطلبية أنه يحيي مجهودات الجيش الوطني الشعبي لتمكنه في ظرف 48 ساعة من التوجه إلى الصين والعودة بهذه الطلبية”.
وتعمدت الجزائر نقل المعدات الطبية على متن طائرات عسكرية، منعاً لأي محاولة قرصنة أو استيلاء عليها من أي جهة كانت، بعد ازدهار عمليات قرصنة وتحويل الشحنات الطبية في الآونة الأخيرة.
جهود يومية ومرافقة للمواطن
وبقدر ما يساهم الجيش الوطني الشعبي في الجهود اليومية في التصدي لوباء كورونا عبر الولايات على غرار مساهمته في تنفيذ الحجر الصحي الشامل في ولاية البليدة والجزئي في باقي الولايات، يدخر الجيش الوطني الشعبي إمكانياته الكبيرة لحالات الطوارئ القصوى التي تقتضي تدخله العاجل.
أمين.ب










