دعا لطيّ صفحة الخلافات والتشتت والتفرقة, الرئيس تبون:

♦ على الجزائريين الانخراط في معركة التغيير.. ♦ الجزائر تمر بظروف استثنائية وتحتاج لرصّ الجبهة الداخلية.. ♦ مشروع تغيير جذري لتشييد جزائر قوية وعادلة

♦ على الجزائريين الانخراط في معركة التغيير.. ♦ الجزائر تمر بظروف استثنائية وتحتاج لرصّ الجبهة الداخلية.. ♦ مشروع تغيير جذري لتشييد جزائر قوية وعادلة

جدد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، التزامه باسترجاع جميع رفات شهداء الثورة المجيدة المنفيين والمهجرين إلى أرض الوطن.

وفي كلمة ألقاها نيابة عنه وزير المجاهدين وذوي الحقوق الطيب زيتوني بولاية برج بوعريريج، بمناسبة تخليد الذكرى المزدوجة لهجمات الشمال القسنطيني وانعقاد مؤتمر الصومام، قال رئيس الجمهورية: “إني هنا، وبعد استرجاع رفات 24 من قادة المقاومة الشعبية الأبطال في القرن التاسع عشر ورفاقهم الذين كانوا محتجزين في أقبية المتحف الفرنسي بباريس، وإعادة دفنهم إلى جانب إخوانهم وأبنائهم وأحفادهم من الشهداء والمجاهدين، بكل ما يستحقونه من إجلال وتكريم على المستويين الشعبي والرسمي، أكرر التزامي بمواصلة هذه العملية حتى تحتضن تربتنا الطاهرة رفات جميع شهدائنا المهجرين والمنفيين معززين مكرمين في وطنهم المستقل وبين ذويهم الأحرار، وإننا على العهد لباقون ما حيينا بإذن الله”.

وقال الرئيس “إن احتفالنا هذه السنة بيوم المجاهد يزيد في الإحساس بعبء المسؤولية الملقاة على عاتق كل وطني صادق ينبض قلبه بحب الوطن لأن بلدنا يمر بظروف استثنائية داخليا وإقليميا ويحتاج إلى رص الجبهة الداخلية، وتفجير الطاقات الخلاقة، وتدفق الأفكار، لإنجاز مشروع التغيير الجذري الشامل المتمثل في تشييد جزائر قوية وعادلة بمؤسسات ديمقراطية يتنافس فيها الجميع على قاعدة الكفاءة والتفاني في خدمة الصالح العام، ونكران الذات، وسمو الأخلاق”.

وخاطب رئيس الجمهورية الجزائريين بقوله: “أدعوكم جميعا بمناسبة إحيائنا لهذه الذكرى المزدوجة الغالية علينا إلى طي صفحة الخلافات والتشتت والتفرقة، من أجل الانخراط الكامل في معركة التغيير الجذري التي شرعنا فيها بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما انخرط أسلافنا بالأمس في معركة التحرير الشامل، تاركين جانبا كل الحسابات الضيقة والاعتبارات الشخصية لتحقيق هدف واحد وهو نهضة الجزائر العزيزة وإشعاعها الإقليمي”.

وأضاف أن “المحطات التي تستحضر فيها بطولات رجال ونساء صنعوا التاريخ -لئن کانت فرصة للمزيد من الارتباط بأمجادنا، باعتبارهم مصدرا دائما للفخر والاعتزاز – فهي أيضا لحظات تأمل أمام كل وطني مخلص لمحاسبة النفس عما قدمت لهذا الوطن مقابل ما أخذته منه، وتذكير الأجيال الصاعدة بمسؤولياتها في إعلاء شأن الوطن والحفاظ عليه، بدءا بالذاكرة الجماعية التي يجب أن تظل حية ناطقة بالأمجاد في كل زمان وفوق كل شبر من التراب الوطني”.

وقال: “إذا كان الحدث الأول قد رسخ التلاحم بين المجاهدين وشعبهم حتى النصر، وأعطى لكفاحهم بعدا مغاربيا أملاه واجب التضامن مع الشعب المغربي الشقيق المطالب بعودة السلطان محمد الخامس من المنفى طيب الله ثراه، فإن الحدث الثاني عزز هذا المكسب التاريخي بتعميم وتنظيم الكفاح المسلح، مما أعطى نفسا جديدا لجيش التحرير الوطني لتحقيق هدف الإستقلال واسترجاع السيادة الوطنية”.

وأضاف رئيس الجمهورية أن “هجومات الشمال القسنطيني واجهتها قوى الاستعمار الغاشم على مدى أكثر من أسبوع، بروحها الانتقامية المعهودة، ضد المدنيين العزل دون تمييز، مستعملة كما فعلت في مجازر 8 ماي 1945، الميليشيات وكل أنواع الأسلحة، حتى أن عدد الشهداء في ملعب مدينة سكيكدة تجاوز 10 آلاف شهيد، دفنوا في مقابر جماعية، وقد فضحت هذه الجرائم مرة أخرى زيف شعار “التمدين” و”تأخير حدود الجهل” الذي كان الاستعمار يخفي به ما يقترفه من جرائم وحشية ضد الشعب ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، وكان لهذه الانتفاضة الشعبية أثرها البالغ في تدويل القضية الجزائرية على مستوى الرأي العام الدولي حتى بلغ صداها أروقة منظمة الأمم المتحدة في نيويورك وجلب لها تأييد شرائح واسعة من الرأي العام الغربي، وتأييد العديد من الدول في إفريقيا وآسيا بوجه خاص، كما أنها شكلت فرصة استغلها القادة الميدانيون المجاهدون لاستخراج الدروس منها في وضع استراتيجية محكمة الأهداف والمراحل، حملت اسم ميثاق الصومام لتعبئة الشعب وتنظيم صفوفه وراء قيادة موحدة، وفي إطار بيان أول نوفمبر التاريخي”.

أمين.ب