* معركة التغيير الجذري لها أدواتها ورجالها وأنتم منهم ولكم كل الصلاحيات
* هناك قوى ضد الاستقرار السياسي”ومازالوا طامعين في التخلاط”
* التقارير المزيفة خيانة للأمانة وسنحاسب المسؤولين المتقاعسين
* “الحركات الاحتجاجية مدبرة لاستثارة غضب الناس ولسلب حقوقهم
الجزائر -أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الأربعاء، أن الدولة ستواصل محاسبة كل المسؤولين المتقاعسين في تطبيق مطالب المواطنين.
وخلال إشرافه على افتتاح اجتماع الحكومة مع الولاة، بقصر الأمم، قال الرئيس تبون: انها لوقفة ضرورية لتقييم وتقويم ومواصلة كل الجهود التي يبذلها الجميع في إعادة استقامة الدولة الجزائرية ومساعدة المواطن من وصول إلى نوع من الطمأنينة، بعدما عاشه من مآسي، من خلال تصرفات بعض الأشخاص الذين سميوا عن جدارة بالعصابة”.
وأضاف: “نلتقي للمرة الثانية في ظروف استثنائية على كافة الأصعدة لمعالجة العديد من المسائل ذات الصلة بالتنمية المحلية”، مشيرا أن اللقاء السابق للحكومة مع الولاة، أثبت عنه من 130 توصية واقتراح مهمة خاصة في مجال بسط العدالة الاجتماعية وتوازن التنمية بين جهات الوطن ومحاربة الفساد والتبذير.
وأوضح رئيس الجمهورية أن “مجلس الوزراء اتخذ عدة قرارات في اجتماعاته المتوالية لإعطاء دفع للتنمية، سواء بعصرنة الإدارة وفك العزلة عن المناطق الفقيرة والمهمشة وربط المساحات بشبكة الغاز والكهرباء وتدعيم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة”.
وندد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون بتصرفات بعض المسؤولين الذين كانوا يعملون على تزييف الواقع من خلال إعداد تقارير مزيفة والتصريحات الكاذبة وهذا ما وصفه بخيانة الأمانة وضرب مصداقية الدولة.وأوضح رئيس الجمهورية، أنه من غير المعقول أن نعمل على استرجاع ثقة المواطن في الدولة من خلال عقلية كانت سائدة في الماضي.
مسؤولون عرقلوا صب منح كورونا لمستحقيها
وعاد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بالحديث عن التأخر في صب منح كورونا على المواطنين المتضررين وأفراد السلك الطبي، حيث لم يطبق هذا القرار منذ 3 أشهر، متسائلا: “أين الولاة، والمسؤولين المشرفين على هذه العملية، هل تريدون عرقلة الأمور؟”.
وتابع: “لكي نشجع الأطباء والممرضين، خصصنا لهم بعض المميزات، ولم تسلم لهم كذلك.. ماذا يعني هذا؟”، مضيفا “هناك تواطؤ داخل الإدارة في تعطيل مسار الدولة، هل نحن أمام ثورة مضادة؟”.وأشار الرئيس تبون، إلى أن “هؤلاء المسؤولين، قاموا بوضع العراقيل لتنفيذ هذه العملية، متحججين بعدم المغامرة والخوف من دخول السجن”، مؤكدا أن التحريات جارية في هذا الخصوص، وسيتم محاسبة كل من ساهم في عرقلة تسليم منح كورونا لمستحقيها.وأورد رئيس الجمهورية: “حذاري.. الأمور ليست بهذه البساطة، هناك قوى ضد الاستقرار السياسي، ومازالوا طامعين في التخلاط”.
وأورد رئيس الجمهورية أن “مجلس الوزراء أخذ قرارات لتخفيف وطأة جائحة فيروس كورونا على المواطن، نحن ندرك الوضع الصعب الذي خلفه الحجر الصحي على الناس، لذلك تقرر تخصيص منح للمعوزين والطبقة الهشة، لنصون نوعا ما كرامتهم”.
أبقينا جائحة كورونا تحت السيطرة بفضل الجيش الأبيض
من جهة أخرى، حيا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، جهود بعض ولاة الجمهورية الذين “أبلوا البلاء الحسن” في الحد من تفشي الوباء(كوفيد-19) في ولاياتهم”، مؤكدا بالمقابل بأن مثل هذه الجهود “لم يتم لمسها” في ولايات أخرى.
وقال الرئيس تبون بأن اجتماع الحكومة بالولاة فرصة “لتحية جهود بعض الولاة الذين أبلوا البلاء الحسن في الحد من تفشي الوباء سيما بعد توسيع مجال صلاحياتهم في التعامل مع مضاعفات الوباء لكن مع الاسف لم نلمس في ولايات أخرى أثرا كبيرا لمثل هذه الجهود أو أحيانا حتى في العناية الكافية بشؤون المواطن ومحيطه وبيئته وإنجاز ما كان مطلوبا منهم في تحسين معيشة الملايين من المواطنين والمواطنات الذين ما زالوا يعيشون في مناطق الظل في زمن غير زمنهم كأنه قضاء وقدر محتوم”.
وتابع رئيس الجمهورية مؤكدا بـ”اننا بذلنا الجهد الأكبر خلال الستة أشهر الماضية للتصدي لعامل لم يكن في الحسبان وهو جائحة كورونا التي استطعنا والحمد لله إبقائها تحت السيطرة بفضل علمائنا وأطبائنا وما يسمى بالجيش الأبيض من أطباء وسلك شبه طبي وعمال الصحة”.وأكد الرئيس مخاطبا الولاة بأن التكفل بالانشغالات المحلية “هو من مهامكم الأساسية في إطار بناء دولة الحق والقانون وأحدثها استعجالا هو متابعة تطور الوضع الصحي ميدانيا يوميا ابتداء من السبت القادم حتى يتسنى لكم التدخل الفوري لمنع انتشار عدوى الجائحة ولو أدى الأمر إلى إعادة فرض الحجر الصحي”.وأضاف رئيس الدولة في هذا السياق قائلا:” لا شك أننا بقدر ما نتحكم في الوضع الصحي في انتظار اقتناء اللقاح المناسب بقدر ما نوفر شروطا لتنفيذ الخطة الإضافية للإنعاش الاقتصادي والاجتماعي”.وذكر الرئيس تبون في هذا الشأن بقرارات المجلس الأعلى للأمن ومجلس الوزراء مؤخرا بالرفع الجزئي للحجر – “الذي كان ضروريا للاقتصاد الوطني ولنفسية المواطنين” – والسماح للعائلات بالاستجمام والتنزه في الغابات والشواطئ والذهاب إلى المساجد لكنه، داعيا الولاة في ذات الوقت إلى اتخاذ الصلاحيات والقرارات اللازمة حسب حالات الإصابة بالفيروس المسجلة في كل ولاية.
قطار التغيير انطلق ولا يمكن إيقافه
وكشف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، عن “وجود مؤامرة لزعزعة الاستقرار في البلاد من خلال ما حصل مؤخرا، حيث تم اكتشاف أمور لا يتقبلها العقل”.
وقال إن “الحركات الاحتجاجية مدبرة لاستثارة غضب الناس ولسلب حقوقهم، خاصة وأن بعض الأطراف لم تعجبها السياسة الجديدة للدولة وتسيير دواليب الدولة بعقلية جديدة”، مشددا أنه “لا تعايش مع سياسة الترقيع وذر الرماد في العيون”.
وأضاف بأن “الشعب خرج إلى الشارع وأن قطار التغيير انطلق ولا يمكن ايقافه، لأن إرادة الشعب من إرادة الله وهي لا تقهر”.
وذكر أن “بعض المسؤولين أزعجهم السلم وسنكون أهلا لثقة المواطنين، خاصة وأن 80 بالمائة منهم يشكرون على نعمة السلم الاجتماعي وتفادي المأساة”.وكشف الرئيس أن “بعض الفاسدين لا يزالوا يقبعون في السجون، غير أن ملايير الدولارات لا تزال تخرج من البلاد”، مؤكدا أن “الشعب سيعرف كل شيء والدولة ستتصدى لهم ولممارساتهم بالمرصاد”.
سنقضي على بقايا العصابة أو نهلك دون ذلك
وكشف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أن الجزائر مستهدفة ومقصودة من قبل قوى المال الفاسد، وأصبح المواطن فريسة للمشبوهين وأموالهم الفاسدة التي لا تزال في المجتمع.وحذّر الرئيس تبون، من مواصلة الخطاب السلبي للعصابة قائلا: “هذه التصرفات تخريب في تخريب في تخريب، حذاري وحذاري وحذاري، اللعب هذا ينتهي”.وأكد رئيس الجمهورية، أن الجزائر باتت مستهدفة، ومقصودة من قبل قوى المال الفاسد، في الوقت الذي أصبح فيه المواطن، فريسة للمشبوهين وأموالهم الفاسدة التي لا تزال في المجتمع.وضرب الرئيس، مثالا بتحويلات مالية للخارج والتي تخص رجل الأعمال، ملمحا عن علي حداد الذي يتواجد في السجن، متسائلا كيف أعطيت الأوامر؟ ومن نفذها، وقال في هذا الخصوص: “سنقضي على ما تبقى على العصابة أو نهلك دون ذلك”.
وأضاف الرئيس أن بعض الأمور لا زالت تمشي بالمال الفاسد، مضيفا انه “لا ننكر أننا رأينا مبادرات تثلج الصدور لدعم الاستقرار والتغيير السلمي للبلاد”.وقال إن “المواطن تغلبت عليه الإشاعات التي أثرت فيه وأثرت على سلوكاته”، داعيا إلى “التمسك بالتشاور الذي يعد ضمانة لإبعاد شبهة التوتر الإجتماعي، خاصة وأن الجزائر شهدت الحوادث المشبوهة المتزامنة في عز الحر والأعياد وتجري التحقيقات في حقها لمعاقبة الجناة”.وأضاف الرئيس تبون، أن هناك ظاهرة تفاقمت بكثرة وهي العنف في الأحياء والمدن وارتباطها بالحركات الاحتجاجية لخلق جو غائم غير أن هناك أسباب مشروعة نتقبلها ونسهر على معالجتها لأن تركة العشريتين لا تحل بسهولة.
معركة التغيير الجذري لها أدواتها ورجالها
وشدد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على أنه مهما كانت الأسباب والعراقيل فإن معركة التغيير الجذري لها منطقها وأدواتها ورجالها.وقال: “نعرف وأعلم أن ظروف عملكم صعبة بل وربما لم يسبق لها مثيل في المسار المهني للكثير منكم”، مضيفا “إذ التقى تراجع مداخيل المحروقات وما تمخض عنه من إعادة ترتيب الأولويات وتقليص النفقات بالأزمة الصحية العالمية التي عطلت آلة الإنتاج وحدت من حركة التنقل وغيرت طبائع الناس، يضاف إليها الأزمة الأخلاقية التي ترعرع في ظلها المال الفاسد وسادت فيها الرداءة في التسيير”.وأكد الرئيس أنه “مهما كانت الأسباب والعراقيل ولمبررات وهي معروفة فإن معركة التغيير الجذري لها منطقها وأدواتها وتضحيتها، ورجالها وأنتم منهم ولكم الصلاحيات كلها”.وقال رئيس الجمهورية” “ولا مناص من مواصلة خوضها مهما كان الثمن ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتمسك بمقاربة تشاركية تجمع بين الطموح والواقعية والرغبة الصادقة في التنفيذ التدريجي للإبتعاد عن ممارسة الماضي، وتعطي انطلاقة جديدة لبلادنا تعيد للمواطن ثقته بنفسه وفي مؤسساته وفي رجالاته وفي وطنه”.وأضاف: “إنني ألح على هذه الإرادة التي يجب أن يتحلى بها الجميع لاسيما ونحن على أبواب الدخول الإجتماعي وعشية اجتماع مصيري لمناقشة الخطة الوطنية للإنعاش اقتصادي والاجتماعي الجديدين في محيط تراكمت فيه مشاكله على امتداد سنوات وهو ما يستدعي المزيد من الجهد والمثابرة”.وأكد الرئيس أن الجزائر الجديدة بحاجة إلى سلوك جديد ينسجم فيه القول مع العمل وبحاجة إلى أسس متينة يتركز عليها دستور يستمد روحه من بيان أول نوفمبر، ودعا في هذا السياق إلى الاستعداد إلى مرحلة الاستفتاء لتمكين المواطن من قول كلمته.
بعض المسؤولين يعملون أمام الكاميرات فقط
وأعاب رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على بعض المسؤولين الاكتفاء بالعمل أمام الكاميرات فقط.وقال الرئيس تبون: “لم أفهم كيف نحن اليوم في 2020، بعد الحراك المبارك وكل القرارات التي اتخذتها الدولة، نصل اليوم إلى مناظر بشعة، يأتي مسؤول ويقف أمام الكاميرا، لتدشين عداد ماء في مناطق الظل، حتى يبدو وكأنه يطبق التعليمات، بمجرد اختفاء الكاميرا ينزعون العداد ويذهبون إلى بيوتهم”.وأضاف رئيس الجمهورية “كنت أظن أن هذه التصرفات السينمائية والكوميدية انتهت، المواطن واع بكل شيئ، نحن نعمل من أجل جزائر جديدة وهؤلاء بتصرفاتهم يثبتون عكس ذلك”.وأكد بقوله: “السينما هاذي انتهت، المواطن لا يريد المعجزات، بل يطلب حل مشاكله فقط”.وفي هذا السياق، استذكر رئيس الجمهورية، حادثة للرئيس الراحل هواري بومدين، عند قيامه بتدشين إحدى القرى، وقال: “عندما وصل الزعيم الراحل بومدين لإحدى القرى من أجل تدشينها، وضعوا له الأشجار في الطريق، فقام بنزع الأشجار قائلا: العبوا مع نتاجكم”.
أمين.ب










