انطلقت، الأحد، فعاليات الطبعة الثامنة للصالون الدولي لاسترجاع وتثمين النفايات، الذي نظمته الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة بالشراكة مع الوكالة الوطنية للنفايات.
الحدث الذي انعقد تحت شعار “رقمنة تسيير النفايات: آلية فعالة لتعزيز الاقتصاد الدائري وتحقيق التنمية المستدامة”، سلط الضوء على أهمية الاستثمار في قطاع إدارة النفايات بوصفه أحد أبرز محاور التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر. وشهد الصالون، مشاركة أكثر من 80 عارضا، منهم 32 مؤسسة اقتصادية و25 شركة ناشئة إلى جانب جمعيات ونوادي علمية متخصصة. وصرح حسين زاوي، المدير العام للغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، بأن كمية النفايات المنتجة في الجزائر تجاوزت 36 مليون طن سنويا، مشيرا إلى أن هذا القطاع قادر على تحقيق عوائد سنوية تصل إلى 200 مليون دينار، إضافة إلى خلق آلاف فرص العمل وتعزيز الاقتصاد الوطني. وأكد زاوي أن الرقمنة تمثل خطوة محورية لتحسين إدارة النفايات، موضحا أن توفير بيانات دقيقة حول جمع، ونقل، وتثمين النفايات يساهم في تحسين كفاءة العمليات وتعزيز فرص الاستثمار في هذا المجال. من جهته، أشاد مسعود تباني، المدير العام للبيئة والتنمية المستدامة، بالجهود المبذولة لتنظيم هذه التظاهرة، مؤكداً أن الدولة عازمة على جعل النفايات مصدر قوة اقتصادية. كما كشف، أن مشروع قانون جديد بشأن إدارة النفايات قيد المناقشة في البرلمان، بهدف تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتحميل منتجي النفايات مسؤوليات إضافية في مجال إعادة التدوير. وأشار تباني، إلى أن النفايات المنزلية وحدها تتيح إمكانية استرجاع 13 مليون طن سنويا، ما يمكن أن يدر عائدات تفوق 100 مليار دينار. من جانبه أشار عاشور إلياس، رئيس لجنة التجهيز والتنمية المحلية بمجلس الأمة، إلى أهمية تعزيز الثقافة البيئية في المجتمع الجزائري منذ الصغر. ودعا إلى الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار لتحقيق معدلات استرجاع تصل إلى 100 بالمائة من النفايات، قائلا: “نسعى لمضاهاة الدول الكبرى في حماية البيئة، ونطمح لتحويل المواد المسترجعة إلى منتجات تقلل من الاستيراد وتساهم في خفض التكاليف”. الفعاليات ستتخللها جلسات حوارية وعروض تقنية لتقديم حلول مبتكرة لإدارة النفايات وتحقيق الاستدامة البيئية. كما سيدعو المشاركون، إلى تسريع خطوات الرقمنة، ودعم المؤسسات الناشئة، وتشجيع البحوث العلمية لتعزيز تنافسية الاقتصاد الدائري. ويؤكد هذا الصالون أن الجزائر تخطو بخطوات واثقة نحو تحويل التحديات البيئية إلى فرص استثمارية واعدة، ما يجعلها نموذجا يحتذى به في العالم العربي وإفريقيا.
محمد بوسلامة







































