ثمل صباحي كفنجاني وبعض دخاني،
ها قد أومأ الفجر لي ثانية ولازلت أتباعد عن هدأتي وأتلاشى بيني،
فوانيس الرأس غابت وأنا وذاك ظلي،
ومسامير الأرق لاحقت سريري ووسادتي،
سيدي حرف نازف، عني يحدث ملحمتي،
غريب أبحث عن صداي والمسافات تلتهمني،
تختلسني اللحظات مني فأعاديني،
أتوحد بليلي وجسدي يذيبه نهاري،
غائب أنتظر حضوري والسبيل إليّ شائك يرعبني،
والعابرون بظلي شجيرات بسقت،
وحمامات توهجت،
ومساءات أرقت،
والليل لما مُدّ،
والقمر حين اتقدّ،
ورأس فوق ظلي وقد احتدّ،
مارون هم لا سبيل لهم إلاّ جسر جسدي،
والماكثون سنينا، والمبتسمون حينا،
المرافقون، وبعض بعضي كثير،
منهم من أباح النزف، ومنهم من ينتظر على شفا ترف،
فلا لون لي حين الكأس يفيض،
تعددت أوجاعي وكأسي سليم لا يدنين.
فاتح أبو مروان
-سوق أهراس-