يتلخص ذلك في أن يستحضر المسلم فوائد المرض التي جاء بها الشرع، ومنها:
– استخراج عبودية الضراء، والتي مِن أعظمها: الصبر والرضا، والاحتساب، والدعاء، والانكسار والتذلل لله عز وجل: قال الله سبحانه وتعالى: “قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ” التوبة:51، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم، فمَن رَضي فله الرِّضَى، ومَن سخِط فله السَّخطُ” رواه الترمذي وابن ماجه، وحسنه الألباني.
– الأخذ بالأسباب المادية المشروعة مع التوكل على الله: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً” رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني.
– استحضار أن المرض فيه تكفير السيئات ورفع الدرجات: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ العُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ” رواه الترمذي، وصححه الألباني، وقال صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ، ابْتَلَاهُ اللهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى يُبَلِّغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ” رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني.
– استحضار أن المرض يزهد في الدنيا، ويطمِّع في الجنة التي لا وباء فيها ولا بلاء: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ينادي مُنادٍ: إنَّ لكم أن تَصِحُّوا فلا تسقَموا أبدًا… ” رواه مسلم.
– يستحضر أنه إذا مات بالوباء القاتل، فهو مِن حسن الخاتمة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” … الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ…” رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني. فاللهم أحفظنا وأحفظ بلاد المسلمين مِن البلاء والوباء، ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به.