حيث يجد الزائر كل ما هو مثير ونادر

أدرار.. المنارة الروحية للصحراء الجزائرية

أدرار.. المنارة الروحية للصحراء الجزائرية

تعتبر ولاية أدرار من أروع المناطق الصحراوية التي يُنصح السائح بالتوجه إليها وزيارتها، خاصة وأنها توفر لزوارها أنواعا عديدة من السياحة.

وقد استحقت ولاية أدرار أن تكون مقصدا للكثير من السياح على اختلاف ميولاتهم وأهدافهم من زيارتها، فهي توفر لهواة المغامرة، سياحة المغامرات من خلال التخييم وسط واحاتها المميزة التي توفر للزائر جوا من الراحة والهدوء، كما توفر رحلات السفاري والتزحلق على الرمال، كما تقدم لعشاق التاريخ والآثار عددا من المعالم الأثرية التي يعود تاريخها لقرون غابرة، وتتمثل هذه المعالم في مغارات ومساجد عتيقة وزوايا قديمة، بالإضافة إلى القصور التاريخية التي تحوي قصص وحكايات أناس عاشوا بين جدرانها، كما توفر أدرار لعشاق التحف الفنية أنواعا عديدة من الصناعات التقليدية التي تعكس عراقة المنطقة.

 

مساحة شاسعة لولاية عريقة

تتربع ولاية أدرار على مساحة 427968 كم، وتنقسم إداريا إلى 11 دائرة و28 بلدية، والتي تتكون من 4 مناطق جغرافية هي “القورارة، تيديكلت، توات وتنزروفت” تقع بأقصى الجنوب الجزائري على بعد 1500 كم عن العاصمة.

حيث يحدها من الشمال ولاية البيض ومن الشمال الغربي ولاية بشار، أما من الغرب ولاية تندوف ومن الجنوب دولة مالي، وفيما يخص الجنوب الغربي موريتانيا ومن الجنوب الشرقي ولاية تمنراست، أما الشمال الشرقي فنجد ولاية غرداية.

هذا، وتجدر الإشارة أيضا إلى أن ولاية أدرار تعرف نوعين مناخيين هما مناخ شبه صحراوي يمتد من تميمون إلى بشار غربا، ومناخ صحراوي ويمتد من تميمون نحو تيمياوين جنوبا، كما تعرف الولاية تباينا معتبرا في المدى الحراري، بحيث تصل درجة الحرارة بها 45 درجة تحت الظل خلال فصل الصيف وتنخفض إلى 0 درجة في فصل الشتاء.

 

لوحة مكتملة المعالم

يُجمع كل من زار ولاية أدرار أنها لوحة فنية مكتملة المعالم الجمالية، حيث تجمع بين جنباتها كل مفاتن الصحراء وسحرها، فبين واحاتها الخضراء تفجّرت فيها الفقارات في مظهر من أروع مظاهر الحياة، وتحيط بها كثبان رملية مبهرة تبدو كأمواج ثابتة، تجعل الناظر يحبس أنفاسه انبهارا وإعجابا بعظمة الخالق وتحرّك الإحساس بالسكون اللامتناهي خاصة تلك الكثبان المتواجدة في تينركوك، طلمين، سالي، أولف وطيط.

 

الفقارات.. مظهر الحياة في أدرار

تعتبر الفقارات في أدرار رمزا للحياة وأهم مظاهرها، فقد جاءت إلى الوجود من العدم، فنشأت حولها الجنان والواحات. ويُعد نظام الفقارة نظاما خارقا وعبقريا في استغلال المياه وتحدي قسوة الطبيعة الصحراوية، حيث يتم جلب المياه تقليديا من باطن الأرض بواسطة حفر سلسلة آبار متصلة ببعضها البعض بواسطة أنفاق، ثم تجمع مياه هذه الآبار في ساقية كبيرة توزع على عدة قنوات.

وبعدها يقسم الماء على الناس تقسيما عادلا انطلاقا من «القسري أو المشط» باستعمال حساب معين يعرف محليا بـ «الحبة والقيراط». ويسهر على تنظيم الفقارات وتوزيع مياهها بشكل مدروس “كيال الماء”.

 

قصور ومعالم دينية عبر كامل تراب الولاية

ينتشر عبر كامل تراب ولاية أدرار عدد لا بأس به من القصور والمعالم الدينية من مساجد وزوايا، فاستحقت أن تكون بحق الميزة الأساسية للولاية، وتتميز هذه المباني بلونها الأحمر النابع من التربة والحصى المستعملين في بنائها، إلى جانب النخيل والسعف، وقد شكلت هذه القصور والمعالم الدينية مقصدا للسياح المحليين والأجانب، خاصة وأن تصميمها يحتوي على تحف هندسية من إبداع وخيال الإنسان في هذه المنطقة، وضمت هذه المباني تشكيلة عبقرية من الطراز العربي والإسلامي، ولهذه القصور مكانة خاصة لدى السياح والزوار، الذين ينبهرون ليس فقط بالطراز المعماري وإنما بكرم سكانها وأصالتهم أيضا، ومن أبرز قصور ولاية أدرار نذكر قصر تيميمون العتيق، قصر أولاد عيسى، سموطة، قصبة إيغزر، قصر ماسين، قصر حيحا، قصر لحمر، قصر بدريان، قصر أدغا، قصر حامد ببلدية تسابيت، قصر تمنطيط، قصر تاسفوت، قصر تماسخت، قصر نفيس، قصبة ملوكة ببلدية تيمي، قصر أولف، قصر قنتور، قصر أولاد سعيد.

 

منارة علمية ومركز إشعاع ديني

يقصد طلبة العلم والراغبون في التزود بالفقه الديني ولاية أدرار من أجل الالتحاق بمدارسها القرآنية التي يقصدها الطلبة من كل مكان، وخاصة الزوايا العريقة التي تشتهر بها المنطقة، وأبرز هذه الزوايا زاوية سيدي البكري، زاوية مولاي عبد الله الرقاني، زاوية الشيخ المغيلي وزاوية سيدي محمد بلكبير، زاوية كنتة بمنطقة توات، زاوية سيدي الحاج بلقاسم، زاوية بادريان، زاوية سيدي باسيدي، زاوية سيدي موسى والمسعود، وفي منطقة تيديكلت توجد زاوية مولاي هيبة، زاوية حينون وزاوية شيخ الركب النبوي، وهي كلها زوايا عريقة وذات صيت كبير سواء في الوطن أو خارجه، خاصة وأنها تحتفظ إلى اليوم بين جدرانها بخزائن قيمة من المخطوطات التي تعود كلها إلى أزيد من 1000 سنة، وتتناول هذه المخطوطات كنوزا من العلوم ومنها علوم الشريعة والأحكام، الطبقات والحوليات والنوازل، وهي منسوخة بطريقة رائعة.

 

وللذاكرة مكانها في أدرار

هذا، وتنتشر في ولاية أدرار العديد من الآثار التاريخية القيّمة، والتي تعتبر جزءا من الذاكرة المحفوظة لتاريخ المنطقة وسكانها، فيجد الزائر لولاية أدرار نفسه أمام آثار تاريخية تعود لمئات السنين تروي له كل ما مر عليها من الحقب الزمنية والحضارات الإنسانية التي شهدتها المنطقة، ومن أبرز الآثار الخالدة في ولاية أدرار، نجد الغابات المتحجرة التي تعود إلى أزمنة جيولوجية جد بعيدة من تكوين الصحراء بمنطقة تيديكلت، ومواقع الكتابات البربرية «التيفيناغ» التي تحمل رسالات مشفرة كانت بمثابة وسائل اتصال قديما، تتواجد بأولف عند مغارة الشارف. بالإضافة إلى مواقع النقوش الحجرية مثل عين ولان، عين بلبال، شارف سيدي عيسى وغيرها، وهي كلها رسوم ونقوش ذات دلالات تاريخية.

 

ساحة الشهداء.. ذاكرة المنطقة وتاريخها

تقع ساحة الشهداء بوسط مدينة أدرار، شيدت سنة 1902، وهي مصنفة كتراث وطني سنة 1968 وتمتاز بالهندسة المعمارية الأفروسودانية ولها عدة أبواب وهي: باب البرنوس، باب رقان، باب بشار، وتعرف ساحة الشهداء بأدرار إقبالا كبيرا خاصة خلال إحياء تظاهرة عيد الطماطم وغيرها من التظاهرات المحلية والوطنية، كما أنها موضع لقاء أهل التوات وإقامة احتفالاتهم.

ق. م