لو يعود بي الزمن إلى الوراء، سأتزوج تلك الفتاة التي كنت أرعى معها الغنم؛ لقد كانت مرارا ترسل لي تلميحات خاصة لم أفهم منها شيئا. ربما كنت ـ في الماضي ـ أقل نباهة.
ذات يوم سألتني:
ـ ماذا يفعلان”؟
(كانت تتحدث عن كبش يغازل نعجة جميلة في المرعى)، قلت لها:
ـ أظن أن الكبش سيجرد النعجة من صوفها.
ـ وهل هذا جيد؟
ـ كلا، بل سيء.
ـ وعلى افتراض أنني نعجة وأنت كبش؛ هل كنت لتجردني من الصوف الذي
يكسوني؟ (وأشارت إلى فستانها).
ـ ربما كنت سأجردك؟
ـ ولماذا تفعل وأنت تظن بأن هذا السلوك غير جيد!؟
ـ ساعتها سأكون بعقل كبش وليس بعقلي هذا… … (وأشرت إلى رأسي).
شعرت الفتاة بخيبة ظن كبيرة فصمتت لبرهة، ثم غالبت نفسها واستمرت في طرح الأسئلة.
ـ ما السيئ في أن يتم تجريد النعجة من صوفها؟
ـ تصبح جرباء.. قبيحة..
ـ وعلى افتراض أن النعجة مكسوة بفستان كهذا.. وليس بالصوف، هل تصبح قبيحة إذا جردها الكبش منه!؟
ـ لا أظن أنه سيجردها.
ـ لماذا؟.
ـ لأنه سيكون بعقل كبش، والكبش لا يتعامل إلا مع الصوف.. ثم إن فستانك به أزرارا وهو ليس لديه أصابع.
ـ وأنت! ألديك أصابع!؟
ـ طبعا لدي.. هذه أصابعي.. أنظري..
ـ وهذه أزرار فستاني.. أنظر..
ـ صحيح إنها أزرار جميلة..
ـ وماذا بعد!؟
ـ لا شيء!
ـ كنا نتحدث في أمر وأظنك تفهمني!
ـ تقصدين حكاية التجريد والصوف وما إلى ذلك!؟
ـ تجريد ماذا يا أبله!؟
ـ تجريدها.. من الصوف… (وأشرت إلى هناك حيث كان الكبش يساعد حبيبته النعجة في إقفال أزرار فستانها..)