الأحد , 24 سبتمبر 2023
elmaouid

أزرار جميلة..

لو يعود بي الزمن إلى الوراء، سأتزوج تلك الفتاة التي كنت أرعى معها الغنم؛ لقد كانت مرارا ترسل لي تلميحات خاصة لم أفهم منها شيئا. ربما كنت ـ في الماضي ـ أقل نباهة.

ذات يوم سألتني:

ـ ماذا يفعلان”؟

(كانت تتحدث عن كبش يغازل نعجة جميلة في المرعى)، قلت لها:

ـ أظن أن الكبش سيجرد النعجة من صوفها.

ـ وهل هذا جيد؟

ـ كلا، بل سيء.

ـ وعلى افتراض أنني نعجة وأنت كبش؛ هل كنت لتجردني من الصوف الذي

يكسوني؟ (وأشارت إلى فستانها).

ـ ربما كنت سأجردك؟

ـ ولماذا تفعل وأنت تظن بأن هذا السلوك غير جيد!؟

ـ ساعتها سأكون بعقل كبش وليس بعقلي هذا… … (وأشرت إلى رأسي).

شعرت الفتاة بخيبة ظن كبيرة فصمتت لبرهة، ثم غالبت نفسها واستمرت في طرح الأسئلة.

ـ ما السيئ في أن يتم تجريد النعجة من صوفها؟

ـ تصبح جرباء.. قبيحة..

ـ وعلى افتراض أن النعجة مكسوة بفستان كهذا.. وليس بالصوف، هل تصبح قبيحة إذا جردها الكبش منه!؟

ـ لا أظن أنه سيجردها.

ـ لماذا؟.

ـ لأنه سيكون بعقل كبش، والكبش لا يتعامل إلا مع الصوف.. ثم إن فستانك به أزرارا وهو ليس لديه أصابع.

ـ وأنت! ألديك أصابع!؟

ـ طبعا لدي.. هذه أصابعي.. أنظري..

ـ وهذه أزرار فستاني.. أنظر..

ـ صحيح إنها أزرار جميلة..

ـ وماذا بعد!؟

ـ لا شيء!

ـ كنا نتحدث في أمر وأظنك تفهمني!

ـ تقصدين حكاية التجريد والصوف وما إلى ذلك!؟

ـ تجريد ماذا يا أبله!؟

ـ تجريدها.. من الصوف… (وأشرت إلى هناك حيث كان الكبش يساعد حبيبته النعجة في إقفال أزرار فستانها..)