“أفريـكانــا”..عندما يُبْدعُ المخلُوقْ وسط جنّةِ الخالِقْ

“أفريـكانــا”..عندما يُبْدعُ المخلُوقْ وسط جنّةِ الخالِقْ

 “شاطئ البطاح”.. بدايةُ نهضةٍ لسياحة ستعرفها ولاية الطارف

 تتوفر ولاية الطارف التي تقع بأقصى شمال شرق البلاد والمجاورة لولاية عنابة على عدة إمكانيات سياحية وقدرات طبيعية هائلة تمزج بين الطبيعة السخية والشواطئ الخلابة، فهي تتميز بمناظر متنوعة وبحيرات وغابات رائعة، إلا أنه رغم كل هذه الكنوز الطبيعية، فالسياحة بهذه الولاية ظلت متأخرة مما أدى بالمسؤولين إلى إطلاق عدة مشاريع خاصة لجعلها قطبا سياحا هاما في البلاد، و هو ما تم تجسيده مؤخرا من خلال استحداث قرية “أفريكانا” السياحية.

وأنت تمر على شاطئ البطاح بولاية الطارف الممتد على طول كيلومترين تصادفك القرية السياحية “أفريكانا” التي تتربع على مساحة 2.5 هكتارات وتجمع 40 إقامة في شكل شاليهات خشبية من غرفتين وثلاث مجهزة بوسائل الإقامة العصرية المريحة، بعضها اكتمل في حين بقي بعضها الآخر في طور الانجاز كون المشروع تم التفكير في استغلاله بشكل جزئي خلال موسم الاصطياف الحالي ليوفر اليوم ما مجموعه 18 إقامة، من بينها 14 من ثلاث غرف وأربع من غرفتين.

مطاعم ومرافق على اختلاف أنواعها

وتتوفر قرية أفريكانا السياحية على كل شروط الراحة والاصطياف، حيث تحتوي على مطاعم مختلفة ومتنوعة تقترح على اختلافها أطباقا محلية وأخرى بنكهات تونسية كطبق “العجة”، إضافة إلى وجبات خفيفة كالسندويتشات والبيتزا ووفرة في المشروبات والمثلجات، كما أن قرية أفريكانا السياحية أقامت خيمة صحراوية للمصطافين وزوار الموقع قصد الاسترخاء وتناول الشاي وسط ديكور تصنعه الزرابي والأفرشة الصحراوية. ولأن مدينة الطارف معروفة بغطائها النباتي الكبير

وثروة حيوانية كبيرة، فقد قام المشرفون على هذه القرية السياحية باستحداث حظيرة صغيرة للحيوانات تمكّن أطفال العائلات التي تزور القرية من اكتشاف أنواع من الطيور من بينهم النعامة، بالإضافة إلى قردة وأحصنة صغيرة وغزلان وسط فضاء طبيعي هيئ للراحة والاسترخاء العائلي.

قرية أفريكانا.. قبلة المواطنين من كل حدب وصوب

وتشهد قرية أفريكانا السياحية منذ افتتاحها تزايدا مستمرا من طرف العائلات وحتى المصطافين من ولايات جزائرية مجاورة من أجل قضاء أوقات ممتعة خلال العطلة الصيفية، حيث باتت مكانا لموائد العشاء خارج المنازل ووسط مساحة خضراء

وشواطئ واسعة. ويصنع الباعة المتجولون هناك على قلتهم أجواء جميلة عندما تصطف حولهم العائلات وأطفالهم بغية شراء بعض من الفول السوداني والشاي والحلويات، حيث تجد العائلات راحتها في إرضاء الأطفال بتلبية رغبتهم في شراء الطائرات الهوائية التي تحلق في السماء وتحلق معها فرحة وصرخات هؤلاء الأبناء وتفترش النسوة اللواتي زارت المكان رفقة أزواجهن وأبنائهن الرمال تارة والمساحة الخضراء تارة أخرى أو يفضلن البقاء داخل الشاليهات الخشبية التي ترسم لوحة فنية جميلة بسبب انسجامها وجمالها.

وعبر عدد كبير من المواطنين ممن حطوا الرحال بقرية أفريكانا السياحة عن سعادتهم بإنجاز هذا المشروع الذي يحتوي على كل شروط الراحة والاستجمام، كما عبروا عن تفاجئهم بجمال وتناسق وانسجام هذه القرية مع الفضاء الغابي التي تتواجد عليه، وهو ما اعتبره البعض خطوة ملموسة لربح رهان السياحة الداخلية وتأكيد مقولة “عندما نريد نستطيع”.

وقال أحد الزائرين إن القرية السياحية رغم حداثتها باتت وجهة العائلات التي تأتي من ولايات أخرى بحثا عن الهواء المنعش وضمانا للعب أبنائهم أمام أعينهم، معتبرا أن هذا الإنجاز السياحي يتميز بخصوصية جلبت الزوار وسمح ببعث السياحة في هذه المدينة السياحية.

…نحو تسليم المشروع كاملا سنة 2017

وأدى الإقبال المعتبر للزائرين والمقيمين بهذه القرية السياحية لإسراع القائمين عليها في استكمال أشغال أعمال البناء فيها، حيث حققت منذ تدشينها خطوة نوعية في المجال السياحي في مدينة الطارف، ووجد المقبلون عليها راحتهم وسط هدوء المنطقة وجمالها. وعن تسليم الجزء الثاني المتبقي من هذه القرية السياحية الذي ما يزال طور الانجاز والتهيئة، أكد المستثمر صاحب المشروع السيد رفيق رحال أن الأشغال متواصلة في تركيب باقي إقامات هذه القرية وإنجاز المرافق المتبقية والمتمثلة في مسبح ومسرح في الهواء وأجنحة للعب خاصة بالصغار، على أن تسلم القرية السياحية لشاطئ البطاح بشكل نهائي بحلول موسم الاصطياف المقبل 2017.

أجمل ما في المشروع أنه نتاج أيادي جزائرية

ويعتبر هذا المشروع السياحي نتاج استثمار معد ومنتج بأيادي جزائرية يقف خلفه السيد رفيق رحال الذي صمم شاليهاته الخشبية بوحدته لإنتاج الأثاث الخشبي المتواجدة ببحيرة الطيور بولاية الطارف، التي أضافت الى المنطقة رونقا وتجانسا جميلا

وهو ما أكده بعض المتوافدين على هذا الاستثمار السياحي “يكفي أن القرية السياحية ثمار استثمار أحد أبناء المنطقة الذي صمم وأنجز الشاليهات بوحدته الخاصة لصناعة الأثاث الخشبي، ليوفر لمن يبحث عن وجهة للراحة في وسط عائلي وهادئ خدمات سياحية في محيط طبيعي خالص”.

مشروع سياحي هام يزيد من جمال ولاية ساحلية بامتياز

وتأتي هذه القرية السياحية النموذج لتضاف إلى سحر وجمال ولاية الطارف التي تتوفر على شريط ساحلي يمتد على مسافة الـ90 كم، ويتميز بنظام بيئي كثباني ذي أهمية بيئية خاصة تتجلى في التلال والجبال والسهول الساحلية والشواطئ الطبيعية، بالإضافة إلى كتلة غابية متكاملة وأراضي زراعية ومناطق رطبة متكاملة أيضا.

ومن مصب بوخميرة إلى غاية كاب روزا يوجد أكبر شريط كثباني من الدهر الراب الذي يمتد بمحاذاة البحر بطول 25,41 كم، أما باقي المنطقة الساحلية يتكون من سواحل صخرية وخلجان وشواطئ هذه الأخيرة تمثل 26 شاطئا، منها 12 شاطئا ممنوع السباحة فيه لعدم توفر طريق مهيأ . وعلى امتداد 77 منطقة رطبة نوميدية شرقية، تقع 50 منها على مستوى ساحل ولاية الطارف، ثلاثة منها مسجلة في اتفاقية رامسار الدولية وهما الأوبيرا، طونغة وبحيرة الطيور، وتشغل هذه البحيرات بالإضافة إلى بحيرة الملاح ومكرادة 32 بالمائة من المساحة الإجمالية للمنطقة وهي ذات أهمية ايكولوجية، لأنها حسب أهل الاختصاص، تعتبر من المناطق التي تمر عليها طيور الماء المهاجرة، كما أنها تعد من الغرب أهم المناطق الشتوية لما يقارب الـ75 بالمائة من طيور الماء المحصاة في الجزائر.

ومعلوم أن الطارف، تتوفر أيضا على الحظيرة الوطنية التي تتربع على مساحة تقدر بأكثر من 8 آلاف هكتار، تتميز بتنوعها الكبير وأنماط بيئية متنوعة بدورها تعتبر ملجأ لمختلف الطيور المهاجرة والقارة، بالإضافة إلى أن الولاية أراضيها الشمالية تتميز بتكوين جيولوجي يسمح لمياه الأمطار بالتجمع في أحواض باطنية، ينجم عنها وفرة في مياه الينابيع التي تمون تلك البحيرات المختلفة وتجعل كثيرا من النباتات تنمو وتتكاثر، أما غاباتها فتبلغ نسبتها الـ60 بالمائة من المساحة الكلية للولاية، تتألف من أشجار الزان، الصنوبر البحري والفلين وغيرها، مساحة أراضيها الفلاحية أكثر من 74 ألف هكتار، ناهيك عن العديد من المميزات التي تجعل كنوز الطارف دائمة الخضرة ووجهة كل باحث عن الجمال والراحة النفسية والجسدية .

المشروع بداية نهضة لسياحة ستعرفها ولاية الطارف

ولاية الطارف، التي يميزها طابع الفلاحة والسياحة، بإمكان أهلها وسواحها أن يستمتعوا بالوجه الجديد للمنطقة، والسبب نهضة سياحية عملاقة تعرفها الولاية تترجمها المشاريع الضخمة التي ستنجز في وقتها، كالقرى السياحية العائمة، الفنادق الفخمة والمركبات السياحية، التي انطلقت فعليا في بعض المناطق التي ستمكن الجميع من الاستمتاع بجمال ساحر وخلاب آسر للقلوب كان مخفيا ومجهولا لعشرات السنين . فحسب الوالي ومدير السياحة، فإنه من المنتظر أن تعرف الطارف انجاز قرى سياحية ومركبات سياحية ضخمة أخرى، بالإضافة إلى فنادق فخمة تلبي حاجيات الولاية والمصطافين والسواح القادمين من مختلف ربوع الوطن وحتى من الخارج تكون في مناطق مختلفة من الولاية ذات موقع استراتيجي هام، على غرار بلدية الشط التي تم فيها اختيار 9 أرضيات وخمسة بمنطقة البطاح المهملة لسنوات بذات البلدية، والتي من شانها حسب ذات المصادر أن توفر 2264 منصب، و4630 سرير حيث انطلقت فعليا في الانجاز، ناهيك عن انجاز 13 فضاء في الغابات و5 أماكن للراحة بالإضافة إلى تهيئة وإعادة الاعتبار للمنابع الحموية الخمسة ومناطق التوسع السياحي الخمسة.