اشترى شوقي قلما من مكتبة بركات، تلك المكتبة البسيطة التي تتوسط الشارع المؤدي إلى المدرسة، كان عمي بركات يضع أدواته بالمكتبة من غير ترتيب، وربما من أجل ذلك تجد الصبية يحبونه، ويحبون الشراء من مكتبته، هو رجل طيب مارس مهنة التعليم، لكنه غادرها ليتقاعد باكرا، بسبب مرض ألّم به… دخل شوقي إلى القسم، ليشارك هذا اليوم حسب ما أعلمته معلمته، في مسابقة للرسم، بعنوان السلام، وهي مسابقة منظمة من هيئة دولية …. أمسك شوقي بالقلم وراح يخط خطوطا ليرسم مشهدا يعبر عن السلام في كل أنحاء العالم، لكن المفاجأة أن القلم رفض ذلك، خاف شوقي وهو يسمع قلمه يتحدث قائلا: أي سلام يتحدثون عنه يا ولدي والعالم يعيش الفوضى، من سوريا إلى اليمن إلى تونس والعراق…لا يوجد إستقرار ولاهناء، فما بالك بالسلام …أنصحك أن ترسم موضوعا آخرا، كأن تعبر عن الخريف أو الشتاء، وإن شئت أن تعرج على تاريخ الجزائر، فإليك سير المجاهدين والشهداء، أي سلام هذا؟ احتار شوقي، حينما كلمه القلم، فكتب قصة عن الشهيد عبد الرحمان بركات، وجاءت تحت عنوان من وحي القلم، ووعده القلم بقصص أخرى، أكمل الصبي رسم المشهد وكتابة القصة، وسلم رسمته للمعلمة، فكانت المفاجأة، حيث أثنت عليه المعلمة وشكرته لأنها وجدته قد عبر عن السلام، بطريقته الخاصة، أما شوقي فقد قص حكاية القلم لأصدقائه في الساحة، وفور سماع جرس الخروج، أسرع التلاميذ إلى مكتبة عمي بركات الذي اندهش للطلبات الكثيرة لأقلامه الجميلة، ولم يكن يعلم أن أقلامه تروي قصصا عجيبة، طبعا فهو ابن الشهيد، الرجل الطيب، وبقي سر الأقلام عند الصبية لعله سيظهر على شكل كتب ومجلدات، تروي تاريخنا الزاخر، من أفواه أبنائنا ومن وحي أقلام عمي بركات.
حركاتي لعمامرة /بسكرة