يُعد اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط مشكلة النمو الأولى بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، وعدد الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط يفوق عدد الذين تم تشخيصهم باضطراب طيف التوحد بحوالي 4 أضعاف، كما يعاني 3 من كل 10 أطفال مصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من أعراض تستمر حتى مرحلة البلوغ.
تعيش أمهات الأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه معاناة من نوع خاص، خاصة خلال الموسم الدراسي، حيث يدخلن في معارك على مدار اليوم في محاولة إعادة الصغار -الذين لا يجيدون الالتزام بالروتين بطبعهم- إلى روتينهم اليومي، سعيا منهن لقضاء عام دراسي بأقل قدر من الأضرار.
حياة صعبة
تواجه أمهات الأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه، متاعب بالجملة على مدار اليوم وطيلة العام، وحول هذا الموضوع تحدثت “خديجة” عن معاناتها بسبب الكثير من المشكلات التي يعانيها صغيرها الذي تم تشخيصه بالفعل بفرط الحركة وتشتت الانتباه الذي لم يؤدِ فقط إلى ضعف التحصيل الدراسي، بل أخذ أبعادا أكبر، فابنها الذي يدرس السنة الخامسة يعاني تلعثما في الكلام، وقد أرجع طبيبه ذلك إلى ما يعانيه من فرط الحركة وتشتت الانتباه، ما جعله عرضة إلى التنمر من أصدقائه وسخريتهم منه، فصار الذهاب للمدرسة كابوسا بالنسبة له ولها أيضا.
صعوبات لا نلقي لها بالا
قال مركز السيطرة الأمريكية عن الأمراض والوقاية منها، إن حياة أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه لا تكون سهلة على الإطلاق خلال العام الدراسي، وعادة ما تبرز معاناتهم داخل المدرسة في العديد من المظاهر أهمها:
-صعوبة التخطيط والتنظيم وإدارة السلوك.
-الاضطرار إلى الجلوس ساكنين في الوقت الذي يعانون فيه من فرط النشاط.
– الشعور بالملل وبذل جهد ذهني أكبر لأداء المهام.
– مواجهة الصعوبات في العلاقات الاجتماعية.
– المعاناة من مشاكل السلوك والتصرف مثل اضطراب المعارضة والتحدي.
وتنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بضرورة فحص كل طفل مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بحثا عن اضطرابات ومشاكل أخرى، مثل اضطرابات التعلم مثل عسر الحساب أو عسر الكتابة أو عسر القراءة، والقلق والاكتئاب.
حيل مبتكرة لعام دراسي دون “انهيارات”
يُقدم المختصون في علم النفس مجموعة من الحيل المبتكرة التي من شأنها مساعدة أطفال فرط الحركة للتقليل من الاضطرابات خلال العام الدراسي، على رأسها ما يسمى “التقارير اليومية”.
وتعود فكرة بطاقات التقرير إلى ستينيات القرن الماضي، وهي أسلوب معروف لقياس وتحسين أداء الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة بالفصول الدراسية، كما يتم استخدمها مع طلاب التوحد بهدف معالجة السلوكيات في العديد من المواقف الدراسية، وتضم نقاطا واضحة وأهدافا أساسية مثل: أكمل الطالب العمل في الوقت المحدد، شارك في النقاشات داخل الفصل، أحضر أدواته كاملة، وهكذا.
ويُشير الباحثون إلى أن إعداد تلك البطاقات لا يستغرق الكثير من الوقت، سواء عبر تطبيقات جاهزة، أو كتابتها يدويا بالتعاون بين المعلم وولي الأمر.
ويمكن أن ينضم إلى الفريق الطبيب النفسي أو المستشار السلوكي إذا لزم الأمر، بهدف صياغة أهداف واضحة يمكن العمل عليها وقياسها، خاصة أن إكمالها لا يستغرق يوميا أكثر من 10 ثوان فقط “مع ضرورة ربط النتائج بمكافآت تحفيزية وامتيازات في حالة تحقيق الأهداف اليومية”.
أفكار مبتكرة لمساعدة أطفال فرط الحركة
يقترح مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أفكارا إضافية مبتكرة يمكنها مساعدة الأطفال لمزيد من الالتزام خلال العام الدراسي هي:
-التحدث بانتظام مع الأشخاص الذين يلعبون أدوارا مهمة في حياة الطفل مثل المعلمين ومستشاري المدرسة، وقادة الأنشطة، أو مقدمي الرعاية الصحية.
-متابعة التطورات الاجتماعية للطفل في المجتمع والبيئة المدرسية مثل كيفية تعامله مع أقرانه، فهذه العلاقات بنفس أهمية الدرجات الدراسية.
-إيجاد طرق جديدة لمنع الأطفال من الشعور بالملل وإبقائهم منخرطين في التعلم.
-الحرص على مشاركة نشاط بدني وعدم التوقف عن ممارسة الرياضة أثناء العام الدراسي.
-الحد من الوقت الذي يتم قضاؤه أمام الشاشات يوميا.
– الحصول على ساعات النوم الموصى بها كل ليلة بناء على العمر.
نصائح للأمهات
بما أن الأم هي من تتعامل بشكل يومي مع طفلها، يقدم الخبراء لها مجموعة من النصائح لتخفيف الضغط اليومي التي قد تساعد ولي الأمر بشكل عام والأم على وجه الخصوص أن تتحلى بالقوة النفسية اللازمة كي تواصل العام من دون معاناة، ويمكن إيجازها فيما يلي:
-إدارة الضغوط الشخصية عبر ممارسة تقنيات الاسترخاء والتواصل مع الأصدقاء أو المتخصصين، والانضمام إلى مجموعات دعم كمجموعات أولياء أمور أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه للتخفيف من التوتر الشخصي.
-تعزيز العلاقات العائلية عبر الاشتراك في أنشطة ممتعة مع العائلة لتعزيز الروابط وتقليل الشعور بالتوتر.
-الدعم المتبادل بشجيع أفراد الأسرة على دعم بعضهم البعض والتعاون في رعاية الطفل.
– طلب المساعدة وعدم التردد في طلب مساعدة من متخصصين للمساعدة في وضع إستراتيجيات فعالة.
– وضع خيارات العلاج السلوكي للطفل لتحسين قدرته على التعامل مع التحديات الدراسية في الحسبان.
– التعلم المستمر، والتعرف على حقوق الطفل والخدمات المتاحة له، مثل جلسات العلاج أو الدعم التعليمي، وطرق التعامل المثلى معها.
– المرونة وتقبل أن هناك أيامًا ستكون أصعب من غيرها لكنها ستمضي.
– بناء علاقة وثيقة مع المعالجين والمدرسين للتأكد من أن الطفل يحصل على الدعم اللازم.
متابعة التقييمات الدورية وتعديل الخطط وفقًا لاحتياجات الطفل.
التخطيط للمستقبل ووضع خطط قصيرة وطويلة الأمد للطفل، مثل التخطيط للتعليم المهني أو المستقبل الوظيفي.
ق. م