لم تعد البيئة المصغرة المتمثلة في البيت والعائلة وحدها تؤثر على ذهنية الأبناء، وهذا نتيجة الانفتاح الذي لا مفر منه، فنجد الكثير من الفتيات الصغيرات يتابعن فئة من “اليوتوبور” اللواتي يقدمن محتوى خاصا بمستحضرات التجميل والماكياج، وينتقلن من المتابعة إلى الرغبة في التقليد وقد يتعداه إلى الهوس.
تجد الأم الرافضة لاستعمال ابنتها الصغيرة للماكياج ومستحضرات التجميل نفسها حائرة في التصرف الأمثل الذي عليها اتباعه للحد من رغبة ابنتها في استعمال مستحضرات التجميل.
بين الصرامة ومحاولة الإقناع
تقول فريدة أم لبنت عمرها 15 سنة “تهتم ابنتي بوضع المكياج على وجهها سواء في المنزل أو في الزيارات العائلية، وهو ما يثير انزعاجي كثيرا، وغالبا ما أدخل معها في نقاشات حول الموضوع، لكن بلا فائدة”، وتضيف “أخشى على ابنتي من تصرفها هذا، فهي هكذا تسلط الأضواء على نفسها، وتخرج عن براءتها، كما أن الجمال والماكياج صار يأخذ جل وقتها، فهي تقضي وقتا طويلا أمام شاشة الهاتف، تتبع “مؤثرات” يضعن المكياج بطريقة تجذبها، وتسعى دائما لتقليدهن”.
وتشاركها الرأي قريبتها سهام التي تقول إن ابنتها سيرين لديها الاهتمامات ذاتها، وتقول إنها تندهش عندما تراها تتفنن بوضع “الآيلاينر” الذي تجهل هي استعماله.
وتقول إنها تصرخ عليها وتعاقبها، ولكنها تتأثر في تلك اللحظة فقط، وتعود للانشغال بتفاصيل المكياج من جديد.
البحث عن الجمال ونظرة الإعجاب
يقول المختصون إن مرحلة المراهقة مرحلة مفصلية، وتمر الفتاة في هذه الفترة ببعض الصراعات الداخلية والمشاعر المتناقضة، كأنها تحتاج إلى تكوين شخصية مستقلة وتحب أن ترى نفسها فتاة كبيرة جميلة، والجميع ينظرون إليها بإعجاب، وتظن هذه الفتيات أن المكياج يجعلها جميلة، فيعجب الجميع بها، وهنا يأتي دور الأهل في استيعاب المرحلة العمرية لبناتهن، فهن بحاجة لأم صديقة ومتفهمة، وعلى الأم أن تعلم ابنتها أنها تنتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة جديدة، وأنها كبرت وأصبحت مسؤولة عن تصرفاتها ومظهرها، فالاهتمام بمظهرها لا يعني وضع المكياج غير المناسب، بل الاهتمام بالبشرة بوضع واقي الشمس على سبيل المثال أو مرطب البشرة، ومرطب الشفاه.
ويؤكد المختصون على أهمية أن يكون لدى الأم وعي بالآثار المترتبة للمكياج على بشرة ابنتها الصغيرة، ونقل هذا الوعي لابنتها بطريقة مرنة، كما يجب ربط الجمال بالصحة والعادات الغذائية والنوم ساعات كافية بحسب العمر، وعدم ربط الجمال بالماكياج وتسريحة الشعر والملابس اللافتة.
كيف تتعامل الأم مع الوضع
نشر موقع “فاميلي لايف شير” مقالا حول وضع الفتيات الصغيرات للماكياج وأورد نصائح عملية تساعد الأم على التصرف في مثل هذا الوضع.
ذكر الموقع أن الأم لا تستطيع منع ابنتها من الميل نحو الاهتمام بنفسها، ولكن يمكنها التعامل مع حبها للمكياج برفق وتفهم، وفيما يلي بعض الطرق التي تساعد الأم على التعامل مع ابنتها الصغيرة التي تضع المكياج:
= اسألي طفلتك عن سبب حبها لوضع المكياج: قبل الدخول في جدال مع طفلتك حول وضع المكياج، سيكون من المفيد أكثر للطرفين السؤال بهدوء: لماذا تحبين وضع المكياج؟ وعلى الأغلب أن جوابها سيكون لأنه يبرز جمالها.
= قدمي لها “حلا وسطا”: لإرضاء فضول ابنتك حول استخدام مستحضرات التجميل، حاولي مساعدتها بوضع أنواع محددة من المكياج. توصي خبيرة الأبوة والأمومة جان فول بترك المراهقات يضعن مرطب شفاه، على سبيل المثال، لأن هذا “يعطي القليل من اللمعان، لكنه لا يعطي مظهر أحمر الشفاه الكامل”، وتقترح السماح لهن باستخدام “الماسكرا” الشفافة التي تفصل الرموش وتعززها من دون أن تجعل العيون تبدو جريئة جدا.
= تأكيد جمالها الطبيعي: قد يبدو الأمر غريبا، لكن يجب أن تذكري ابنتك قدر المستطاع بأنها جميلة من دون مكياج، وأنها مهما جربت من أدوات التجميل، فلا شيء أجمل مما لديها بالفعل.
ق. م