أمي

بيني وبين أمي جدار الغرفة، وأنا متمدد على السرير تجدني أفكر في أمي، فأقترب منها بهدوء ووجل منكسرا منحنيا لها، فأمرر بصري على كامل جسدها الضعيف والهزيل… ثم أستقر في وجهها فأكثر التأمل فيه وكأنها نظرتي الأخيرة، فينقبض قلبي وتنقطع أنفاسي وينطلق دمعي يبكيها وأقول سترحل عني في أي لحظة وسأضعها بيدي في التراب، وهي لا تراني ولا تسمعني وأحثو عليها التراب وبعدها أخرج من الأرض المقدسة تاركا خلفي أمي ترقد هناك… ثم أفكر كيف سيكون ذلك الجدار الذي بيننا، كيف تكون تلك الليالي بدونها
فأبكي بكاء يمزقني
فكيف أنا إن فقدتك يا أماه
سأبكي وأبكي كما أنا الآن أبكي
وأقول لك سامحيني

علي مرشيشي- بومرداس-

الرابط