أنت عند الله غالٍ: خلقك لعبادته، وخلق كل شيء من أجلك، أنت كريم وغالٍ عند الكريم جل جلاله، فقد خَلَقَ كلَّ ما في الكون من سماء وأرض، من بحار وأنهار، من سهول وأودية، من شجر وحيوان، من شمس وقمر، كلَّ شيء خلقه الله لخدمتك؛ فأنت غالٍ عند الله؛ قال ابن القيم رحمه الله: “خلَقَ الله سبحانه عباده المؤمنين، وخلق كل شيء لأجلهم؛ كما قال تعالى ” أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ” لقمان: 20. وكرَّمهم وفضَّلهم على كثير ممن خلق؛ فقال ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ” الإسراء: 70، أنت عند الله غالٍ متى استقرَّ الإيمان في قلبك: أنت عند الله غالٍ بإيمانك وتصديقك؛ قال الله تعالى: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” الحجرات: 13، أنت عند الله غالٍ: لا بمالِكَ ولا بجمال جسدك ولا بمنصبك، وإنما بما في قلبك من محبة لله وطاعة له؛ كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من مشاهير الصحابة وعلمائهم، وله فضل كبير في الإسلام، وهو سادس من دخلوا الإسلام في أول مبعث النبي صلى الله عليه وسلم؛ وفي هذا الحديث يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “أمَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنَ مسعود، فصعِد شجرةً يأتيه منها بشيء، يجتني بعضًا من ثمارها، وفي رواية لأحمد: يجتني سواكًا من الأراك، قال علي رضي الله عنه: فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله، فضحِكوا من حُمُوشةِ ساقَيه – من دقة ساقيه ونحافتهما – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تضحكون؟! أنكر النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ضحكهم، ثم قال: لَرِجْلُ عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أُحُدٍ”. أخرجه احمد.
موقع إسلام أون لاين