أنوار رمضانية… رمضان والإخلاص

أنوار رمضانية… رمضان والإخلاص

الإخلاص هو إرادة وجْه الله تعالى بالعمل وتصفيته من كل شَوْبٍ ذاتي أو دنيوي، فلا يَنبعث للعمل إلا لله تعالى والدار الآخرة، ولا يمازج عملَه ما يشوبه من الرغبات العاجلة للنفس الظاهرة أو الخفيَّة من إرادة مَغنم أو شهوة، أو مَنْصِب أو مال، أو شُهرة أو منزلة في قلوب الخَلْق، أو طلب مَدْحهم، أو الهرب من ذَمِّهم، أو إرضاء لعامَّة أو مُجاملة لخاصة، أو شفاء لحِقْد كامنٍ، أو استجابة لحسد خَفِي، أو لكِبْر مُستكن، أو لغير ذلك من العِلل والأهواء والشوائب، التي عَقْدُ مُتفرِّقاتها هو إرادة ما سوى الله تعالى بالعمل كائنًا مَن كان، وكائنًا ما كان. والإخلاص بهذا المعنى: ثمرة من ثمرات التوحيد الكامل لله تبارك وتعالى الذي هو إفراد الله عزَّ وجلَّ بالعبادة والاستعانة، والذي يعبِّر عنه قوله سبحانه في فاتحة الكتاب وأُمِّ القرآن ” إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ” الفاتحة: 5. وتعليل اختصاص الصوم وجزائه بما ذُكِر في الحديث القدسي فيه كلام نفيس للعلماء، ومن ذلك:

– أنَّ الصوم لا يقع فيه الرِّياء كما يقع في غيره.

– أنَّ الصوم لا يظهر من ابن آدم بفعْله، إنما هو شيء في القلب، وذلك أنَّ الأعمال لا تكون إلا بالحركات إلا الصوم؛ فإنه بالنيَّة التي تَخفى عن الناس.

– جميع العبادات تظهر بفعْلها، وقلَّ أن يسلمَ ما يظهر من شائبة بخلاف الصوم.

فالصوم سِرٌّ بين العبد وربِّه، يفعله خالصًا ويُعامله به طالبًا لرضاه؛ فهو لربِّ العالمين من بين سائر الأعمال؛ فإنَّ الصائمَ لا يفعل شيئًا، وإنما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجْل معبوده، فهو ترَك محبوبات النفس وتلذُّذاتها؛ إيثارًا لمحبَّة الله ومَرضاته. فما أجمل الصيام حين نَجني من ثمراته الإخلاص، نعم إنه الإخلاص الذي نبحث عنه في كلِّ أعمالنا فلا نكاد نجده، الإخلاص الذي نعاني من فُقدانه في معظم عباداتنا، الإخلاص الذي هو سِرٌّ بين العبد وربه، لا يَطَّلِع عليه مَلَك، فيَكتبه، أو شيطان فيُفسده، الإخلاص ليس بالأمر الهَيِّن، بل يحتاج إلى مُجاهدة للنفس، ومراقبة دائمة لمداخل الشيطان إليها.

 

الإخلاص هو إرادة وجْه الله تعالى بالعمل وتصفيته من كل شَوْبٍ ذاتي أو دنيوي، فلا يَنبعث للعمل إلا لله تعالى والدار الآخرة، ولا يمازج عملَه ما يشوبه من الرغبات العاجلة للنفس الظاهرة أو الخفيَّة من إرادة مَغنم أو شهوة، أو مَنْصِب أو مال، أو شُهرة أو منزلة في قلوب الخَلْق، أو طلب مَدْحهم، أو الهرب من ذَمِّهم، أو إرضاء لعامَّة أو مُجاملة لخاصة، أو شفاء لحِقْد كامنٍ، أو استجابة لحسد خَفِي، أو لكِبْر مُستكن، أو لغير ذلك من العِلل والأهواء والشوائب، التي عَقْدُ مُتفرِّقاتها هو إرادة ما سوى الله تعالى بالعمل كائنًا مَن كان، وكائنًا ما كان. والإخلاص بهذا المعنى: ثمرة من ثمرات التوحيد الكامل لله تبارك وتعالى الذي هو إفراد الله عزَّ وجلَّ بالعبادة والاستعانة، والذي يعبِّر عنه قوله سبحانه في فاتحة الكتاب وأُمِّ القرآن ” إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ” الفاتحة: 5. وتعليل اختصاص الصوم وجزائه بما ذُكِر في الحديث القدسي فيه كلام نفيس للعلماء، ومن ذلك:

– أنَّ الصوم لا يقع فيه الرِّياء كما يقع في غيره.

– أنَّ الصوم لا يظهر من ابن آدم بفعْله، إنما هو شيء في القلب، وذلك أنَّ الأعمال لا تكون إلا بالحركات إلا الصوم؛ فإنه بالنيَّة التي تَخفى عن الناس.

– جميع العبادات تظهر بفعْلها، وقلَّ أن يسلمَ ما يظهر من شائبة بخلاف الصوم.

فالصوم سِرٌّ بين العبد وربِّه، يفعله خالصًا ويُعامله به طالبًا لرضاه؛ فهو لربِّ العالمين من بين سائر الأعمال؛ فإنَّ الصائمَ لا يفعل شيئًا، وإنما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجْل معبوده، فهو ترَك محبوبات النفس وتلذُّذاتها؛ إيثارًا لمحبَّة الله ومَرضاته. فما أجمل الصيام حين نَجني من ثمراته الإخلاص، نعم إنه الإخلاص الذي نبحث عنه في كلِّ أعمالنا فلا نكاد نجده، الإخلاص الذي نعاني من فُقدانه في معظم عباداتنا، الإخلاص الذي هو سِرٌّ بين العبد وربه، لا يَطَّلِع عليه مَلَك، فيَكتبه، أو شيطان فيُفسده، الإخلاص ليس بالأمر الهَيِّن، بل يحتاج إلى مُجاهدة للنفس، ومراقبة دائمة لمداخل الشيطان إليها.