أهمية المثابرة في الحياة

أهمية المثابرة في الحياة

يجب على الإنسان أن يكون له هدف في هذه الحياة، ومن لم يكن له هدف يكون عرضة لكل أنواع الشر، وهدفًا سهلًا لكل المصائب والانحرافات، ويكون هدفًا سهلًا لآفات العصر التي يصطاد بها الشيطان ضحاياه، فإذا كان لدى الإنسان هدف يسعى إليه باهتمام، فإنه يحصن نفسه ضد الكثير من الآفات التي تستهدف شبابنا وأمتنا لتصير أمة متخلفة عن الأمم بعد أن أضاعت خارطة طريقها في قيادة الأمم. والمثابرة من القوانين التي تحكم هذه الحياة؛ فاستمرارُك في المحاولة يؤدي إلى تحقيق ما تريده؛ فإن الأشخاص الذين لم يحققوا شيئًا في حياتهم ليسوا أشخاصًا لم تكن لديهم الموارد لتحقيق أهدافهم، بل هم الذين استسلموا مُبكرًا، بالرغم من أنهم كانوا قد اقتربوا من الوصول لما يريدونه. مثل الفلاح الذي يزرع البذور ويقوم برشها وينتظر، ولكن لم يحدث شيء فيتركها، وبمرور الوقت يظهر النبات الأخضر، ولكن لم يوجد من يوفر له العناية اللازمة للنمو فيموت. واعلَمْ أن قيمة الإنسان في المجتمع لا تكون إلا بقدر ما يقدمه “الإنسان” لهذا المجتمع، ويستطيع أن يحدد فضاء وسعة مجتمعه بحجم هذه الخدمة التي يقدمها، ولكن قبل أن تكون سيدًا لمجتمعك عليك أن تكون سيدًا لوقتك، لا أن يكون وقتك سيدًا عليك. ولا تنتظر الفرص، بل اسعَ إليها، واقتنِصْها فبقدرِ اهتمامك بهدفك تستطيع اقتناص المزيد مِن الفرص التي تطير بك إلى عالم النجاح، وبدون أهداف ستعيش حياتك متنقلًا مِن مشكلة إلى أخرى، بدلًا مِن فرصة إلى أخرى. وعليه، فإن فكرةَ الموهبة تعتبر خدعة كبيرة تستعمل لتبرير الفشل، فمن السهل جدًّا أن نقول: إننا غيرُ موهوبين بدلًا من أن نقول: إننا “لم نحاوِلْ بالقدر الكافي”. والنتيجة التي توصَّلنا إليها هنا هي: أن المثابرةَ هي المفتاح الوحيد لتحقيق الأهداف؛ فهي وَقُود النجاح.. واعلم أن النجاح لا يأتي إلا بقدر الطلب… فتذكر دائمًا قول الله تعالى “وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ” النجم: 39 – 42.

 

من موقع إسلام أون لاين