أوسع نوافذ هلاك الإنسان

أوسع نوافذ هلاك الإنسان

إن من أوسع نوافذ هلاك الإنسان لسانه وهو كذلك من أيسر وأسهل أبواب نجاته ذلك أن معظم الحسنات والخطايا عن طريقه ولذا أوصى رسولنا صلى الله عليه وسلم بالصمت لأن فيه نجاة قال صلى الله عليه وسلم: “من صمت نجا” وقال للأعرابي الذي جاء إليه فقال دلني على عمل يدخلني الجنة فقال: “أطعم الجائع وأسق الظمآن وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر فإن لم تطق فكف لسانك إلا من خير”. صغير حجمه عظيم جرمه يحطب على صاحبه أشياء خطيرة منها اللعن واللغو واللهو واللعب والاستهزاء والسخرية والكذب والغيبة والنميمة والافتراء والقيل والقال والكلام فيما لا يعني وفضول الكلام والخوض في الباطل والمراء والجدل والخصومة في الشر والتقعر في الكلام وقد جاءت النصوص تحذر من آثار الذنوب التي تكون عن طريق اللسان ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم “أكثر خطايا ابن آدم من لسانه” وقال صلى الله عليه وسلم “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعينه” وقال مورق العجلي: “أنا أدعو الله منذ عشرين سنة أن يوفقني إلى ترك ما لا يعنيني ولا أزال أدعو”. وقال ابن مسعود رضي الله عنه “يا لسان قل خيراً تغنم وأسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم”. وقال طاووس “لسانك سبع إذا لم تحفظه أكلك”. واللسان أكثر الجوارح عملاً لأن عمله لا يتقيد بزمان ولا مكان ولا حال دون حال فهنيئاً لمن عمر لسانه في زمانه ومكانه وأحواله بالطاعات تسبيحاً وتهليلاً وذكراً ودعاء ودعوة وتوجيهاً ونصحاً ويا خيبة من عمر وقته بالقيل والقال وأذية همزاً ولمزاً وسخرية واستهزاء ولله در عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث يقول: “من كثر ضحكه قلت هيبته ومن مزح استخف به ومن أكثر من شيء عرف به ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه”. وصدق الله العظيم: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ ” الحجرات: 11.

 

من موقع إسلام أون لاين