أين أنت من الحسنات الجارية ؟

أين أنت من الحسنات الجارية ؟

لنتحدث عن أهمية الحسنات الجارية التي ينبغي لكل مسلم أن يجعل له قبل موته صدقات وحسنات جارية تنفعه في قبره، ويوم العرض على الله تعالى. لذلك تعال معي واسمع إلى هذه القصة التي تحمل في طياتها درسًا عظيمًا لكل من أراد الفوز بالسعادة في الدنيا والآخرة، هذه القصة هي لتاجر غني من أهل التقوى والصلاح، هذا التاجر في يوم من الأيام قام بشراء سلة من العنب، وأرسلها بيد خادمه إلى بيته، إلى زوجته وأولاده، وذهب هو لدكانه، وعند الظهيرة ذهب لبيته، وطلب العنب ليأكل منه، فقالت له زوجته: لقد أكلته أنا وأولادك، فتعجب التاجر وقال: لقد اشتريت لكم سلة من العنب ولم تفكروا أن تتركوا لي حتى حبة عنب واحدة! فأنصت قليلًا، ثم قام وخرج من بيته وزوجته تناديه فلم يلتفت إليها. فذهب مباشرة إلى دلال العَقَار واشترى منه قطعة أرض كبيرة، ثم ذهب إلى مقاول البناء، وقال له أريد أن تبني لي مسجدًا كبيرًا على هذه الأرض، واتفق معه على بدء العمل والمباشرة ببناء المسجد، ثم رجع إلى بيته، فاستقبلته زوجته تسأله أين كنت أيها الرجل؟ فأجابها: قال لها: حبة العنب جعلتني أفكر في آخرتي، فقالت له: كيف ذلك؟ لم أفهم! فقال لها: إذا كنتُ قد أرسلت لكم سلة من العنب فأكلتموها كلها، ولم تفكروا بي، ولم تذكروني بحبة عنب واحدة، وأنا معكم في هذه الدنيا، فكيف ستذكرونني بصدقة ودعاء حين أموت، وأكون تحت التراب، لقد عملت بنفسي لآخرتي وجعلت لي صدقة جارية قبل موتي. وهذا المسجد الذي بناه هذا التاجر عمره الآن أكثر من أربعمائة عام، أربعمائة عام وهذا المسجد صدقة جارية لهذا الرجل الفطن، لأنه اتخذ من حبات العنب درسًا وعبرة لنفسه. فأين المسلم الذي يأخذ الدرس والعبرة من هذه القصة؟! أين من يتعلم من هذا التاجر وينتبه لآخرته ويجعل له صدقة جارية في حياته تنفعه بعد مماته؟.

موقع إسلام أون لاين