تم، الاثنين، تدشين المرحلة الجديدة من مشروع “Taqathy”، الممولة بشكل مشترك من الاتحاد الأوروبي وألمانيا، وذلك في مراسم رسمية أقيمت بمقر وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة.
وقد حضر الحدث، عدد من كبار المسؤولين الحكوميين، ممثلي الاتحاد الأوروبي، سفارة ألمانيا، وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، إلى جانب فاعلين رئيسيين في قطاع الطاقة.
مشروع “Taqathy”: التزام مشترك من أجل الانتقال الطاقوي
حيث تم التوقيع على عقد تنفيذ هذه المرحلة الجديدة من المشروع، الذي تبلغ قيمته الإجمالية 28 مليون يورو، حيث يساهم الاتحاد الأوروبي بمبلغ 13 مليون يورو ويمثل هذا الدعم جزءًا من التزاماته المستمرة في تعزيز الانتقال الطاقوي في الجزائر. ويشرف على تنفيذ المشروع، وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة بالتعاون مع GIZ الجزائر. ويهدف مشروع “Taqathy” إلى تسريع نشر الطاقات المتجددة، ودعم تطوير الهيدروجين الأخضر، وتحسين فعالية الطاقة في الجزائر، مع التركيز على إدماج الحلول المبتكرة في مجال الكفاءة الطاقوية. كما يساهم المشروع، في تحقيق أهداف الجزائر البيئية والاقتصادية عبر الحد من الانبعاثات الضارة وتحفيز الابتكار التكنولوجي في القطاع.
التزامات استراتيجية لتطوير الطاقة المستدامة
كما يمتد مشروع “Taqathy” حتى عام 2029، ويهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في الجزائر عبر تحقيق مزيج طاقوي متنوع يعتمد بشكل أكبر على مصادر الطاقة المتجددة. ويتطلع المشروع إلى تحقيق أهداف رئيسية تتضمن تعزيز استخدام الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر. وتعتبر هذه الطاقات، من الركائز الأساسية لتحقيق استدامة أكبر في مزيج الطاقة الجزائري وتحسين فعالية الطاقة خاصة في القطاعات الحيوية مثل المباني والمؤسسات العمومية، مما سيساهم في خفض التكاليف وزيادة التنافسية، تقليص انبعاثات الميثان والمساهمة في تنفيذ الالتزامات المناخية الدولية.
شراكة دولية متكاملة نحو المستقبل
وتجسد هذه الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي وألمانيا، رؤية مشتركة لبناء مستقبل طاقوي مستدام. وفي هذا السياق، صرح سعادة دييغو منادر، سفير الاتحاد الأوروبي في الجزائر، قائلا: نحن فخورون بدعم تنفيذ مشروع “Taqathy”، الذي يعكس قوة التعاون بين الجزائر وأوروبا في مجالات الطاقات المتجددة، الفعالية الطاقوية، وإزالة الكربون. نحن ملتزمون بدعم الجزائر في تحقيق أهدافها الطاقوية والمناخية. ومن جانبه، عبر سعادة جورج الشايم، سفير ألمانيا في الجزائر، عن سعادته بإنجاز هذا التعاون قائلا تعتبر الجزائر شريكا قويا لألمانيا في مجالات الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر، ونحن سعداء بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لتحقيق انتقال طاقوي مستدام.
الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في صميم استراتيجية الجزائر الطاقوية
وفي تصريحه، أكد البروفيسور نور الدين ياسع، كاتب الدولة لدى وزير الطاقة المكلف بالطاقات المتجددة، أن إطلاق هذه المرحلة الجديدة من المشروع يشكل نقطة انطلاق مهمة نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الجزائر والاتحاد الأوروبي وألمانيا. وأضاف أن الجزائر ملتزمة بتطوير الطاقات المتجددة، الهيدروجين الأخضر، وتحسين الفعالية الطاقوية بما يتماشى مع الأهداف المناخية العالمية.
خطوة هامة في الانتقال الطاقوي الوطني
ويأتي مشروع “Taqathy” في وقت حاسم، حيث تسعى الجزائر إلى تحقيق تحول طاقوي شامل من خلال إدخال الطاقات المتجددة وتطوير التقنيات المبتكرة لتوفير مصادر طاقة مستدامة وفعالة. كما يهدف المشروع إلى تشجيع الاستثمار في هذا المجال، وتعزيز الخبرة المحلية في إنتاج وتطبيق الحلول الطاقوية النظيفة. ومن خلال هذه المبادرة، تعزز الجزائر مكانتها كقائد إقليمي في مجال الطاقة المستدامة، وهي تعمل على تعزيز قدراتها في مجالات الطاقات المتجددة، الهيدروجين الأخضر، والفعالية الطاقوية لتلبية احتياجات السوق المحلي ودعم الاستدامة على المستوى الإقليمي والدولي.
إيمان عبروس
