تشهد المدارس الخاصة عبر ولايات الوطن اقبالا كبيرا من طرف الطلاب والعمال، من أجل التسجيل في دورات تعلم اللغات الأجنبية وبالأخص اللغتين الفرنسية والإنجليزية، حيث تجذب هاتان اللغتان وباقي اللغات الأوروبية الأخرى اهتمام شريحة كبيرة من المجتمع الجزائري، خاصة شريحة الطلاب من الشباب والفتيات في ظل ضعف المنهاج الدراسي الذي فشل في تلقينهم اللغات الأجنبية، مما جعل الكثير منهم يلجؤون إلى المدارس الخاصة التي تقدم دورات لتعلم اللغات الأجنبية.
تدريس الإنجليزية إقبال متزايد وأسعار تتضاعف
أدى الطلب المتزايد على الإنجليزية في هذه المدارس إلى رفع أسعارها، حسب ما صرّح به العديد من الطلبة الذين أكدوا أن أسعار تدريسها تضاعفت بسبب الإقبال الكبير عليها، كما قالوا إنّ هناك من اضطر إلى التخلي عن دراسة باقي اللغات التي كان مسجلا فيها كالفرنسية والتركية وحوّل وجهته إلى الإنجليزية، باعتبارها أصبحت اللغة الحية الأولى في العالم، خاصة وأن اللغة الفرنسية لم تعد تلبي احتياجات وطموحات الجزائري، فهي لم تعد تواكب استراتيجية البلد ولا أهدافها، وعبّر بعض الطلبة عن استيائهم الشديد من استغلال بعض المراكز لأمر التسجيل في الإنجليزية بقوة، في رفع أسعارها، إذ أكدوا أنها خلال الأعوام الفارطة كانت أسعار التسجيل للدراسة فيها شأنها شأن أسعار تعلم اللغة الفرنسية، لكنها ارتفعت فجأة في معظم المراكز، بحجة أنها أكثر أهمية من أي لغة أجنبية أخرى، وتختلف أسعار تعليم اللغة الإنجليزية في هذه المراكز المختصة في تعليم اللغات الحية، فمن مركز إلى آخر في العاصمة، تتراوح بين 4500 إلى 30000 دينار، بالنسبة إلى المستوى الواحد وغالبية المراكز تدرس من 12 إلى 18 مستوى، على حسب الشهادة المتحصل عليها، بين المعترف بها وطنيا ودوليا، هذا دون الحديث عن الدروس الخصوصية المتعلقة بتلاميذ الثانوي وحتى الابتدائي بعد إدراجها كمادة أساسية في السنة الثالثة، فعلى عكس السنوات الفارطة، قاموا خلال هذه السنة بالتسجيل وبنسبة كبيرة في اللغة الإنجليزية، رغبة منهم في التفوق فيها، حسب ما صرح لنا به العديد منهم، إذ قالوا إنهم لم يركزوا عليها خلال السنوات الفارطة كثيرا، لكن بعدما أصبحت لغة العصر وأخذت مكانة قيمة لها في الجزائر، فضلوا أن يعيروها أولوية أكثر من اللغة الفرنسية، حتى يحصلوا على نقاط عالية فيها خلال الامتحانات، قد تمكنهم، كما أعربوا من اختيار فروع هامة في الجامعة، تدفعهم بالبحث العلمي إلى الأمام، تمكنهم أيضا كما ذكروا من الحصول على منح للدراسة في أفضل الجامعات العالمية التي تهتم باللغة الإنجليزية.
إشهارات متعددة لمدارس تعليم اللغات الأجنبية
لقد أصبحت اللغات الأجنبية ضرورية من أجل كسر حاجز اللااتصال والتفاعل مع العالم هي وباقي اللغات الأخرى الأكثر استعمالا، مما يقتضي من الفرد أن يتقن أكثر من لغة من أجل مواكبة تطورات العصر والتمكن من التفاعل مع المجتمعات الغربية والتواصل معها دون أية عقدة، الأمر الذي دفع بالكثير من الجزائريين بمختلف أعمارهم إلى الالتحاق بالمدارس الخاصة بهدف تلقي المبادئ الأولى أو تطويرها عبر مستويات متعددة، حيث تلقى المدارس الخاصة بتعليم اللغات الأجنبية اقبالا كبيرا من طرف المواطنين، وقد استعانت هذه المدارس بالجرائد اليومية، حيث وضعت بها اعلانات مبوبة الواحدة تلو الأخرى تدعو القراء الى التسجيل في صفوفها للاستفادة من دروس تساعدهم على تطوير مستواهم المعرفي، إضافة إلى الاعلانات المختلفة الملصقة على الجدران والتي تشير إلى وجود مدرسة جديدة فتحت أبوابها حديثا تتولى تقديم دروس خاصة باللغات الأجنبية بأسعار معقولة ولجميع الفئات العمرية والمستويات التعليمية وبأنها معتمدة من طرف الدولة، كما عمدت هذه المدارس أيضا إلى نشر مطويات تعرّف فيها بالمدرسة و التكوينات و الاختصاصات المندرجة فيها وأهمها تعليم اللغات الأجنبية، حيث يتولى شباب وشابات توزيع هذه المطويات على المواطنين خاصة في الجامعات والمدارس وعبر الشوارع والطرقات المعروفة بالعاصمة.
أسعار ملتهبة في زمن قياسي
تعرف أسعار تعلم اللغات الأجنبية في المدارس الخاصة ارتفاعا كبيرا سواء كانت الدروس منتظمة أو مسائية، حيث تفوق أسعارها ثلاثة ملايين سنتيم للمستوى الواحد وتصل إلى أربعة ملايين سنتيم في بعض المدارس موزعة عبر 24 ساعة، فبالرغم من هذه الأسعار الملتهبة، غير أن عددا كبيرا من المواطنين يقبلون على تعلمها، خاصة وأن هذه المدارس يمكنها أن تقدم الدروس حسب رغبة الزبون إذا كان يعمل أو يدرس، حيث يمكنه تحديد أوقات الدراسة إضافة إلى سرعة التلقين، أين تعمل المدارس الخاصة بنظام السرعة في التكوين على غرار تقديم الدروس من شهر إلى ستة أشهر، وهو ما يناسب أغلب الزبائن.
ق.م