رغم أن عطلة الصيف تلفظ أنفاسها الأخيرة ،إلا أن المواطن الجزائري مازال يغتنم الأيام الباقية للتمتع بفصل الصيف الذي يتميز بكونه الفصل الوحيد الذي يمكن المواطنين من التمتع بجمال البحر والشواطئ الساحلية، وكذا تمضية موسم الاصطياف في سعادة وفرح.
حيث تشهد العديد من شواطئ الساحل الجزائري، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، خاصة مع درجات الحرارة المرتفعة التي يعرفها هذا الفصل، حيث يجد الجزائريون في البحر الملجأ الوحيد للإنتعاش والترويح عن النفس. ومن بين الشواطئ التي زارها العديد من المواطنين، شاطئ العمود الأبيض المتواجد بمنتزه الصابلات الساحلي، حيث عرف هذا المرفق الجديد توافدا كبيرا من طرف المواطنين الذين أعجبوا بشاطئه خاصة موقعه الجميل.
شاطئ مميز بموقع منفرد
منذ أن فتح منتزه الصابلات أبوابه للمواطنين، صار يشهد هذا المرفق توافدا كبيرا للجزائريين من جميع بلديات وولايات الوطن، خاصة خلال الليل، وهو ما عرف تزايدا مستمرا منذ بداية شهر أوت من طرف العائلات العاصمية وحتى المصطافين من ولايات جزائرية، المقيمين خلال العطلة الصيفية في الفنادق والمركبات السياحية، حيث نافس منتزه سيدي فرج وكتاني بباب الوادي، وبات مكانا لموائد العشاء خارج المنازل ووسط مساحة خضراء وتحت النخيل. فما إن تغيب الشمس على شاطئ الصابلات الممتد على طول 4 كيلومترات من مصب وادي الحراش لمحطة تصفية المياه بالحامة، تبدأ سيارات الزوار تتزاحم على مدخل المنتزه، أين يقف شباب يطلبون من كل سائق 50 دج مقابل إعطائهم وصل الدخول للحظيرة التي تتسع لمئات السيارات. وعلى الرصيف المؤدي للمساحة الخضراء ومنتزه واجهة البحر، يصطف باعة ألعاب الأطفال والفول السوداني، والشاي، والحلويات، حيث تجد العائلات راحتها في إرضاء الأطفال بتلبية رغبتهم في شراء الطائرات الهوائية التي تحلق في سماء الصابلات وتحلق معها فرحة وصرخات هؤلاء الأبناء. وتنافست النسوة اللواتي يأتين ليلا لهذا المنتزه على إعداد أشهى الأطعمة في البيت وحملها معهن، حيث يفترشن الحصائر للعشاء رفقة أزواجهن وأبنائهن في المساحة الخضراء أو على موائد خشبية مثبتة على الأرض ومحاطة بكراسي وفرها المسؤولون في المنتزه للعائلات.
إقبال كبير وغير مسبوق
منذ الساعات الأولى من النهار يبدأ توافد المصطافين على شاطئ العمود الأبيض المتواجد بمنتزه الصابلات، حيث عرف هذا المرفق إقبالا معتبرا من طرف المواطنين الذين عبروا عن إعجابهم به، حيث قال بعضهم في حديثهم لـ”الموعد اليومي” أن هذا الشاطئ جذاب وذو موقع رائع الأمر الذي جعلهم يهمون لاستكشافه والاصطياف على رماله، حيث وجدوا من المرة الأولى لقدومهم إليه بأنه شاطئ جميل وواسع ويتميز بمناظر رائعة، خاصة وأنه قريب من ميناء الجزائر الأمر الذي جعلهم يسبحون وهم مستمتعين بمرور السفن الخارجة والقادمة إلى الميناء. كما أضاف المصطافين، أن الشاطئ جميل خاصة عند الغروب، حيث تشعل السفن أضوائها ويصبح المنظر جد رائع. إلى جانب هذا، أكد مواطنون آخرون، أنهم منذ اصطيافهم بهذا الشاطئ قاموا بزيارته مرارا وتكرارا وصار ضمن الشواطئ المحببة لديهم.
خدمات مميزة للمصطافين
القائمين على مشروع منتزه الصابلات، أولوا اهتماما لشاطئ العمود الأبيض أيضا، حيث صار الشاطئ يحتوي على العديد من الخدمات التي يحتاجها المصطافين على غرار الأمن المتمثل في رجال الشرطة ووحدة الحماية المدنية التي يسهر رجالها على راحة وأمن المصطافين ويراقبونهم باستمرار كي لا يتجاوز أي أحد منهم المسافات المسموحة بالسباحة، وهذا ما لقي استحسانا كبيرا من طرف المصطافين الذين أعجبوا بعمل مصالح الحماية المدنية. كما وصف البعض الآخر هذا الشاطئ، بكونه شاطئ الأمان، حيث يمكن للمصطاف تمضية أوقات رائعة رفقة عائلته أو أصدقائه في أمان فلا وجود للنزاعات أو الشجارات المختلفة، كما أن الشاطئ محمي والمصطافين يواصلون السباحة حتى بعد غروب الشمس نظرا لوجود الإنارة وإن كانت غير كافية بشكل كبير، إضافة إلى وجود أماكن للاستحمام، حيث أكد المصطافين أنهم سعيدون جدا لوجود مثل هذه الخدمات آملين في الوقت ذاته أن تقوم السلطات المعنية بالاهتمام أكثر بهذا الشاطئ والتكثيف من الخدمات التي تقدم للمصطافين.
ق.م
