أكدت مصادر من القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية، أن مبادرة “عاصمة دون مخدرات” ستنطلق نهاية شهر فيفري الجاري عبر كافة بلديات ولاية الجزائر العاصمة، لتحسيس الأوساط الشبابية بمخاطر تعاطي
المخدرات والإدمان عليها.
ومن المنتظر أن تستمر هذه العملية على مدى مفتوح بغية التقرب من أكبر عدد ممكن من الشباب والتلاميذ والطلبة عبر 57 بلدية لنشر “ثقافة السلامة الصحية والعقلية والنفسية”، لإبعاد الشباب والمراهقين عن المخدرات بشتى أنواعها، وتعتبر هذه العملية خلاصة التعاون بين الكشافة الإسلامية الجزائرية وأمن ولاية الجزائر، يقول محمد بن علاق القائد العام للمنظمة.
مساعٍ جادة لتحقيق مبدأ الجوارية
وأوضح محمد بن علاق القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية بمناسبة تنظيم ندوة حول “دور الكشافة الإسلامية في مرافقة الشباب والتصدي للآفات الاجتماعية” بمقر المجلس الشعبي الولائي للجزائر، أنه سيتم الاعتماد على خبرة وتجربة مصالح أمن ولاية الجزائر التي ستشرف على تكوين إطارات كشفية لتعميق مداركهم في المجال من أجل تحقيق “مبدأ الجوارية” والإصغاء الجيد والواعي لمختلف الفئات المعنية.
برنامج جواري هادف لتنقية الأحياء
كما أضاف القائد العام أنه تم تسطير برنامج جواري يتمثل في ندوات ولقاءات يومية في الشارع والمؤسسات التربوية ومختلف الفضاءات الاجتماعية يكثر فيها التعامل اليومي بين الناس، بهدف “تنقية الأحياء الشعبية” من سموم المخدرات.
كما أكد بن علاق من ناحية أخرى أن محافظة الكشافة الإسلامية لولاية الجزائر تحصي اليوم ما يزيد عن 6 آلاف منخرط، وهي مطالبة قبل نهاية 2017 ببلوغ 10 آلاف منخرط، كما دعا إلى تدارك التأخير في الانتشار عبر 6 بلديات بالعاصمة لا تضم أي فوج كشفي.
2016 … تضاعف في حجز كمية المخدرات
كشف نور الدين براشدي مراقب الشرطة ورئيس أمن ولاية الجزائر، أنه خلال سنة 2016 تم حجز ما يزيد عن 4 أطنان و422 كلغ من المخدرات مقابل حجز 1 طن في سنة 2015، ما يؤكد تضاعف نسب الكميات المحجوزة التي تستوجب دق ناقوس الخطر وتكاتف الجهود من أجل الحد من الظاهرة.
اتفاقية الكشافة والشرطة من أجل تحقيق الهدف
أوضح رابح زواوي عميد الشرطة المكلف بالإعلام، أنه ضمن الاتفاقية المبرمة بين الكشافة والأمن الولائي منذ 2015، قامت بـ 470 نشاط تحسيسي خلال السنة الفارطة لصالح شباب العاصمة، وبمناسبة تنظيم الندوة التحسيسية، تحدث نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي محمد طاهر ديلمي عن استفادة زهاء 20 ألف متمدرس عبر 160 فضاء فتح خلال السنة الفارطة من برنامج تحسيسي توعوي سطرته لجنة الوقاية من الآفات الاجتماعية التي يرأسها الوالي عبد القادر زوخ.
وأضاف ديلمي أن المركزين الوحيدين لمكافحة الإدمان في درقانة والشراقة لا يكفيان لتلبية حاجة ولاية الجزائر من أجل الحد من ظاهرة التعاطي وللبقاء بالقرب من التجمعات السكانية والفضاءات الخاصة بالشبان، وأنه يتعين -حسبه- تدعيم العاصمة بمركزين آخرين على الأقل ليتم الكف عن إرسال الحالات إلى مستشفى فرانس فانون بالبليدة.
مختصون يدعون إلى تكثيف عمليات التحسيس الجوارية
تشير آخر الإحصائيات إلى أن ما يزيد عن 300 ألف شاب جزائرى يتعاطون المخدرات، 90 بالمائة منهم ذكور، تتراوح أعمارهم بين 12 و35 عاما، ووفقا لبعض الدراسات، فإن تعاطي المخدرات كان يتمركز بشكل كبير في المدن، لكن في الفترة الأخيرة انتقل إلى القرى والمناطق الريفية، وطال الجامعات والثانويات، وأدى ذلك إلى ارتفاع نسب الجريمة والعنف وحوادث السير وغيرها.
الجزائر تحصي 300 ألف مدمن على المخدرات
كشف رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات رعاية الشباب عبد الكريم عبيدات، أن عدد المدمنين على المخدرات يقدر بـ 300 ألف شخص على المستوى الوطني.
غير أنه أشار إلى أن “هذا العدد لا يأخذ بعين الاعتبار سوى المدمنين الذين استفادوا من العلاج في المستشفيات والمراكز العلاجية المختصة”.
وأبرز المسؤول ذاته “أهمية” تنظيم أيام تحسيسية حول خطورة الادمان على المخدرات لاسيما أثناء السياقة، مضيفا أن منظمته جندت لإنجاح عملياتها التحسيسية التي مست العديد من البلديات والساحات العمومية ما يقارب 1000 شاب وشابة مختصين في النشاطات التحسيسية.
وبخصوص التكفل بالشباب المدمن على المخدرات، ذكر السيد عبيدات أن جمعيته فتحت مركزا للوقاية ومكافحة المخدرات في بلدية المحمدية (شرق العاصمة) للتكفل بالمدمنين في “سرية تامة”، مبرزا أهمية اللجوء إلى العلاج النفسي “من خلال الاستماع للمدمن ومرافقته إلى غاية الشفاء الكامل”.
آفة المخدرات أصبحت “أكثر خطورة مما كانت عليه سابقا”
أكد الخبير الجزائري في الشؤون الأمنية عمر بن جانة أن آفة المخدرات التي تستهدف الدول المغاربية ومنطقة الساحل الإفريقي باتت “أكثر خطورة مما كانت عليه سابقا” في ظل الوضع المتأزم بالمنطقة.
وقال السيد بن جانة في محاضرة ألقاها إن آفة المخدرات التي تستهدف شعوب المنطقة المغاربية ودول الساحل الإفريقي أصبحت “أكثر خطورة مما كانت عليه سابقا” في ظل الوضع المتأزم وغير المستقر لبعض دول المنطقة.
وأوضح السيد بن جانة أن هذه الخطورة تتجلى “في تحالف بارونات تهريب المخدرات المنتجة بالمملكة المغربية مع الجماعات الارهابية”.
وأضاف المحاضر أن الجماعات الإرهابية “أصبحت سندا لبارونات تهريب المخدرات، ما جعل الخطر خطرين على دول المنطقة خاصة الجزائر التي تملك حدودا برية شاسعة مع جميع دول المنطقة”.
وحسب السيد بن جانة، فإن “ما يزيد من خطورة جرائم المخدرات في الوقت الحالي تركيز الجيوش والمؤسسات الأمنية للدول التي تمر بوضع غير مستقر على اعادة الاستقرار”.
وأضاف أن “سيطرة مافيا المخدرات على مصادر القرار بالمملكة المغربية حال دون محاربة زراعة القنب الهندي بالمغرب، وهي الزراعة التي تمثل 1،3 بالمائة من الناتج الداخلي الخام للمغرب، كما يجني 12 مليار دولار سنويا من تجارة المخدرات”.