كشف المحافظ السامي لتطوير السهوب بروري لخضر أن الجزائر تعتبر “رائدة” في مجال مكافحة التصحر بفضل مختلف برامجها التنموية وسياستها في مجابهة هذه الظاهرة منذ سنوات، وكذا التدخل الحاصل في الميدان بين قطاعات وهيئات الدولة المعنية.
وأكد بروري على هامش أبواب مفتوحة حول “تجربة الجزائر في مكافحة التصحر” نظمتها هيئته بمقرها المركزي بمدينة الجلفة بالتنسيق مع محافظة الغابات للولاية أن “مكافحة التصحر أخذتها الدولة منذ أمد بعيد بعين الاعتبار وسخرت لها كافة الإمكانات لمجابهتها حيث أن هناك خطى ثابتة ومتواصلة تصب في الإطار نفسه أساسها تكثيف الجهود والتنسيق المحكم بين المتدخلين”.
وأضاف بروري أن “الجزائر بذلت جهودا كبيرة في إطار مكافحة التصحر قبل ميلاد الاتفاقية العالمية لمجابهة الظاهرة، وكما يعرف الجميع كانت البداية بالسد الأخضر وتواصلت بالجهود على النسق نفسه من خلال مختلف ما جاءت به المخططات التنموية”.
وتعززت إستراتيجية الدولة بإنشاء الصندوق الوطني لمكافحة التصحر سنة 2002 وهو ما يبرز ويترجم الإرادة السياسية القوية للسلطات العليا للبلاد للتصدي للظاهرة التي تتفاقم لعدة عوامل أهمها الموقع الجغرافي للجزائر، وهي بمحاذاة صحراء كبرى حيث تعتبر بذلك وبمسببات أخرى كواقع التغيرات المناخية الحاصلة، من بين أكبر البلدان تعرضا للظاهرة.
وبخصوص موضوع الأبواب المفتوحة التي تأتي في إطار الإحتفاء باليوم العالمي لمكافحة التصحر المصادف لـ 17 من شهر جوان من كل سنة، أكد المحافظ السامي لتطوير السهوب أن جهود المحافظة مكنت من التصدي لظاهرة التصحر لاسيما من خلال حماية المراعي الطبيعية التي كانت “شبه مستحيلة” وأصبحت “ممكنة” ومطلبا ملحا للموالين بعد أن أثمر التدخل في الميدان.
وبيّن المتحدث نفسه أن التدخل الذي جسدته المحافظة على أرض الواقع مكن من استرجاع زهاء 2 مليون 800 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة بفضل حمايتها الطبيعية كما شملت الغراسة الرعوية قرابة نصف مليون هكتار، ضف إلى ذلك نقاط المياه الموفرة للموالين بغية الحفاظ على الثروة الحيوانية في المنطقة السهبية وشبه الصحراية التي فاقت 9000 نقطة وكلها جهود تصب في مكافحة التصحر من خلال الاهتمام بهذه الناطق.
وأبرز بروري أن الرهان الحقيقي اليوم هو مواصلة الجهود وتعزيز التشاركية فيما يخص التدخل الميداني لمكافحة التصحر.
وقال “فالعملية جد معقدة وتتطلب إستراتيجية وهو ما تقوم به الجزائر” ، مشيرا إلى أن وزير القطاع أعطى بولاية البويرة التي احتضنت الفعاليات الرسمية للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر، تعليمات واضحة من أجل مواصلة وتكثيف الجهود لمواجهة الظاهرة ومسبباتها وكذا الصرامة في تنفيذ المشاريع.