حفيدة جان ماري لوبان تتطاول على الجزائر وتقترح "تبادل الأسرى"

استفزازات اليمين المتطرف في فرنسا تدعو إلى التصعيد ضد الجزائر

استفزازات اليمين المتطرف في فرنسا تدعو إلى التصعيد ضد الجزائر

في خطوة تعكس عداء اليمين الفرنسي المتطرف تجاه الجزائر، أطلقت ماريون ماريشال، حفيدة السياسي جان ماري لوبان، تصريحات مستفزة عقب اعتقال الكاتب بوعلام صنصال في الجزائر.

ووصلت تصريحاتها إلى حد اقتراح ما أسمته بـ”تبادل الأسرى”، مطالبة بمقايضة الكاتب المعتقل بما زعمت أنهم “3500 مجرم جزائري” يقبعون في السجون الفرنسية.

 

تصريحات مثيرة للجدل تعكس عداء دفينا

أثارت ماريون ماريشال المعروفة بانتمائها لليمين المتطرف وأفكارها العنصرية، جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث وصفت اعتقال صنصال بأنه دليل على ما أسمته كراهية الجزائر لفرنسا. وادعت أن الكاتب مسجون بسبب جرأته على انتقاد النظام الجزائري والإسلاموية متجاهلة الاتهامات الرسمية الموجهة إليه. وفي تصريحاتها لم تتوقف ماريون عند الدفاع عن صنصال، بل انتقدت النخبة الجزائرية متهمة إياها بالنفاق بزعمها أن الجزائريين يرسلون أبناءهم للدراسة في فرنسا ويتلقون العلاج في مستشفياتها، بينما يمارسون ضغوطا على باريس.

 

تصعيد ودعوات للضغط على الجزائر

حذرت ماريشال من نفاد صبر أوروبا ودعت إلى استخدام جميع الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية للضغط على الجزائر، مضيفة أن بقاء أوروبا متفرجة على ما يحدث سيجعل اسمها مرادفا للجبن على حد تعبيرها.

 

ردود فعل.. تجاوب مع القضية ودحض للمزاعم

في المقابل تكفل المؤرخ الفرنسي الشهير بنجامان ستورا المتخصص في العلاقات الجزائرية الفرنسية، بالرد على تصريحات صنصال ومزاعمه حول الوحدة الترابية للجزائر، مؤكدا أنها غير مؤسسة تاريخيا وحتى أكثر مروجي الدعاية المغربية لم يذهبوا إلى هذا الحد. كما أشار ستورا إلى توقف عمل اللجنة المختلطة الجزائرية الفرنسية بشأن ملف الذاكرة مما يعكس توتر العلاقات بين البلدين.

 

عائلة لوبان والتاريخ الأسود مع الجزائر..

تنتمي ماريون ماريشال لعائلة لوبان المتطرفة التي تمثل رمزا لليمين الفرنسي العنصري باعتبار أن جدها جان ماري لوبان  مؤسس حزب “الجبهة الوطنية”، شارك في حرب الجزائر بصفوف الجيش الفرنسي واشتهر بممارسات التعذيب ضد الجزائريين. هذه الخلفية جعلت تصريحات حفيدته امتدادا للمواقف العدائية التي طالما تبنتها هذه العائلة تجاه الجزائر وشعبها.

 

مواقف سابقة عنصرية..

وليست هذه المرة الأولى التي تثير فيها ماريون الجدل بتصريحاتها، فقد سبق أن أدلت بمواقف عنصرية علنية، منها قولها “أنا كسيدة بيضاء البشرة و فرنسية الجنسية ،ط أرفض الاعتذار لإفريقي” ما عرضها لانتقادات واسعة من الأوساط الفرنسية والدولية.

 

بين التصعيد والدبلوماسية..

تأتي هذه الأحداث في ظل التوتر المتصاعد بين الجزائر وفرنسا، خاصة في الملفات المتعلقة بالتاريخ المشترك والهجرة. ورغم استفزازات اليمين المتطرف، تواصل الجزائر التأكيد على موقفها السيادي الرافض للضغوط الخارجية.

محمد بوسلامة