الأحزاب تتكتم عن رزنامتها الصيفية

عجل دخول شهر رمضان في انسحاب الأحزاب السياسية من النشاط ولم يعد يستقى من نشاطاتها سوى التصريحات المعزولة التي تؤخذ لها في زوايا الوضع الراهن.

خلافا للسنوات السابقة، لم تترك الأحزاب المنسحبة أي مؤشر يلمح إلى ما تعتزم القيام به خلال الفترة الصيفية فيما ألفت عليه من الحد الأدنى من النشاط على غرار تنظيم الندوات وبرمجة الجامعات الصيفية لتكوين

الإطارات وهو ما لم يثبت “هلاله” لدى كل الأحزاب بما يدفع للتساؤل حول “المتغيرات” الداخلة أو الخارجة التي “شوشت” على اليقينية التنظيمية للتشكيلات السياسية في الجزائر مع بداية صيف 2016 ، الذي انزوت فيه مبكرا نحو “القيلولة” الموسمية حتى قبل انتهاء فترة عمل البرلمان الذي يستكمل عهدة دورته الربيعية بقوانين لم تثر الجدل المعهود لتؤكد حقيقة تراجع الحضور الواجهي للاحزاب في مناقشة المسائل الهامة، خاصة إذا تعلق الأمر مثلا بقانون الاستثمار الذي ترتكز عليه المنظومة الاقتصادية للبلاد والمصالح الكبرى التي تهم القوى الكبرى في الخارج قبل الداخل.

وبدا من الواضح أن الأحزاب السياسية قد أفرغت ما في جعبتها من طاقة خلال النقاش الذي شهده الموسم المقبل على الانقضاء، خاصة وأنه موسم التعديل الدستوري الذي انهى سلسلة الإصلاحات التي ثبت اتجاهها بشكل حسم أمر التعديلات اللاحقة التي ستطال القوانين العضوية التي تم الدفع بها في 2012 كـ”حزمة” أولى من إصلاحات الرئيس، وبالتالي لا تجد اليوم مبرر ظهورها دون “محتوى” يسجل لها نقاطا سياسية في بورصة الرأي العام.

واللافت أيضا في “بصمة” صيف 2016 أن الانسحاب المبكر من النشاط كان شبه جماعي وبصفة غير معلنة بعدما أنهت كل التشكيلات السياسية تقريبا “اجندتها” باستثناء الأفلان والأرندي اللذين مددا في “تدخلاتهما” على المستوى الرسمي بفعل استمرار الاول في المعركة الدامية للتموقع وإزاحة الخصوم من أرضية المرحلة القادمة، وكسر الثاني لصمته بأجندة مفروضة ألزمتها “لواحق” المؤتمر من إطلاق نشاط المجلس الوطني الجديد وتزكية المكتب التنفيذي، لكن ذلك لا يستثنيها من “حجب” البرمجة الموسمية وفي مقدمتها الجامعة الصيفية، ولعل أبرز تفسير لذلك هو تفادي خلق “توترات” داخلية بين الإطارات التي تترقب فرصتها الأخيرة للظهور والاحتكاك بالقيادات قبيل “إخاطة” القوائم الاولى للترشيح في التشريعيات والمحليات المقبلة، فضلا عن الطابع غير المستقر الذي يطبع غالبية الأحزاب والتربصات التي تحدق بالبساط في “توقيت” ليس أحسن من هذا التوقيت.