إن الأمانة أصلٌ في جميع العبادات والمعاملات، فالصلاة أمانة في عنقك، تؤديها في أوقاتها كاملة الشروط والواجبات، والصيامُ أمانةٌ بينك وبين الله، والزكاةُ أمانة والله مُطَّلِعٌ عليك في أدائها كاملةً أو ناقصةً، والأيمانُ والعهود والمواثيق والالتزامات والمواعيد أمانة كذلك، والصحة أمانة، وسمعك وبصرك ولسانك وفؤادك أمانةٌ عندك، وسوف تسأل عنها، قال تعالى: ” إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ” الإسراء: 36. وهناك أمانة تتعلَّق بحق الوالدين، وأمانةٌ تتعلَّق بحق الأبناء، وأمانة تتعلَّق بحق الجيران، وأمانة تتعلق بحق التجار، والموظفون مؤتمنون، والمعلمون مؤتمنون، وكُلٌّ في مجاله مؤتمن، والله تبارك وتعالى سائلٌ كلًّا عمَّا ائتمنه عليه، وفي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: “كُلُّكم راعٍ وكُلُّكم مسئولٌ عن رعيَّتِه”. وجاء عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من عبدٍ يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته إلَّا حرَّم اللهُ عليه الجنة”، وفي رواية: ” فلم يحطها بنصحه، لم يرح رائحة الجنة” متفق عليه.
إن القول العام في الأمانة أنها تشمل الدين، والأعراض، والأموال، والأجسام، والأرواح، والمعارف، والعلوم، والولاية، والوصاية، والشهادة، والقضاء، والكتابة، ونقل الحديث، وكتم الأسرار، والرسالات، والسمع، والبصر، وسائر الحواسِّ. إنها الأمانة؛ يقول الله سبحانه وتعالى: ” إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ” الأحزاب: 72، ويقول جل وعلا “فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ” البقرة: 283. إنها الأمانة التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم من علامات إيمان العبد بالله، وجعل الخيانة من علامات النفاق، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلمُ مَنْ سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم” سنن الترمذي، ويقول صلى الله عليه وسلم: “آيةُ المنافقِ ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعَدَ أخلَفَ، وإذا ائْتُمِنَ خان” البخاري. ويقول صلى الله عليه وسلم: “لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له” رواه أحمد في مسنده.
من موقع وزارة الشؤون الدينية