يتولى الإعلامي بالتلفزيون الجزائري العمومي، عبد الغني خربوش، مهمة تقديم البرنامج التنافسي الديني “تاج القرآن الكريم” في طبعته الـ12 لهذا العام للمرة الرابعة على التوالي، حيث يحرص في كل مرة أن يكون في مستوى هذه المهمة، وهذا من حيث تقديم المتنافسين والتعامل معهم وأيضا التنسيق مع لجنة التحكيم والبحث عن معلومات كافية عن الضيف الذي يستضيفه البرنامج في كل برايم،ويكون عالم من أعلام الجزائر في المجال الديني.
كما سيقدم أيضا، خلال هذا رمضان، برنامجا فكريا آخرا بعنوان “أبعاد”. فعن هذين البرنامجين وعن أمور ذات صلة ويومياته خلال الشهر الفضيل خص الإعلامي عبد الغني خربوش “الموعد اليومي” بهذا الحوار.
ماذا تقول عن تجربتك في تقديم هذا البرنامج الديني مقارنة بمختلف تجاربك في تقديم البرامج؟
تقديم برنامج تاج القرآن الكريم، تجربة إعلامية رائدة وجميلة على الصعيد الشخصي، فبعد التدرج في تقديم البرامج القصيرة كبرنامج درر الغزالي رحمة الله عليه، وهو أول برنامج قدمته على شاشة قناة القرآن الكريم، انتقلت بعدها لتقديم البرامج الخدماتية كبرنامج ضحى القناة وهو برنامج صباحي، ثم برنامج مفاتيح وهو برنامج اجتماعي، لأنتقل بعدها إلى البرنامج الأضخم على مستوى مؤسسة التلفزيون الجزائري واكتشف تجربة تقديم برنامج بحجم تاج القرآن، حيث المسرح الكبير مواجهة الجمهور … تقديم القراء والقارءات محاورة الضيوف … التعامل مع أكبر عدد من الكاميرات تجربة رائدة على الصعيد الشخصي.
ماهي الشروط الواجب توفرها في مقدم البرامج الدينية؟
تقديم البرنامج الديني، لا يتخلف كثيرا عن تقديم أي برنامج إعلامي آخر من حيث تقنيات التقديم هي نفسها، ضرورة التحضير الجيد، استيعاب فكرة وتصور البرنامج، الاهتمام بالجمهور من حيث التواصل البصري والحضور والتقديم بطريقة إعلامية وفق ما يقتضيه التقديم التلفزيوني. ربما ما يجب في تقديم البرنامج الديني هي الخلفية العلمية والتكوين الشرعي أو على الأقل ثقافة دينية التي لا بد أن تكون عند المقدم، لأنه يتعامل مع مواضيع شرعية يحبذ تقليص هامش الخطأ فيها إلى أدنى الدرجات “الخطأ في المعلومة الدينية ليس كالخطأ فيما سواها”. لو نتصور مقدم البرنامج لا يحسن قراءة آية أو لا يحسن قراءة حديث شريف، أكيد هذا الأمر يقابله استياء عند أهل الاختصاص أولا والجمهور عموما.
المنافسة على أشدها خلال شهر رمضان على مختلف القنوات التلفزيونية من حيث البرامج المطروحة على الجمهور، ماذا تقول عنها؟
حقيقة رمضان هو مناسبة لتنافس بين القنوات على استقطاب أكبر قدر ممكن من الجمهور ويدخل في ذلك البعد الاقتصادي والعائد الإعلاني، لذلك كل قناة تراهن على تقديم برامج تكون متميزة شكلا ومضمونا لتضمن جمهورا ومتابعة لها خلال شهر رمضان. هذا التنوع في الإنتاج بين القنوات، هو عامل إيجابي في صالح الجمهور والمتابع الجزائري والذي في النهاية سيكون أمامه خيارات عديدة متنوعة وهو يختار ما يشبع حاجاته ورغباته، غير أن التلفزيون الجزائري ببرامجه الضخمة فيما تعلق بتاج القرآن الكريم وبرنامج الإنشاد حادي الأرواح سيتربع على عرش الإنتاجات الضخمة الحاضرة في شهر رمضان إعلاميا.
في نظرك ماهي البرامج الأكثر تأثيرا على المشاهد الجزائري؟
البرامج الأكثر تأثيرا اليوم على المشاهد الجزائري، أولا من حيث الشكل هي البرامج القصيرة، التي لا تزيد مدتها عن سبع دقائق إلى 13 دقيقة، وهذا حسب الدراسات الإعلامية المتعلقة بأنماط التلقي عند الجمهور الجزائري، وخاصة الشباب منهم الذين أصبحوا يميلون ويبحثون عن البرامج المختصرة وقتا. ثانيا التأثير، أصبح يتحقق أيضا من حيث الجانب التقني والإبهار البصري. الجمهور الجزائري، أصبح يبحث عن جمالية الصورة وجودة الصوت. الإبداع في الإخراج والتركيب الإضاءة والديكور كل هذه التفاصيل أصبحت حاسمة في متابعة الجمهور لبرنامج معين دون آخر. الجمهور يجنح خاصة في رمضان، إلى كل ما هو تسلية وترفيه لا يحتاج إلى جهد أو وتركيز للمتابعة وهذا نمط فرضته وسائل الإعلام منذ سنوات على الجمهور من خلال المسلسلات الضخمة التي تنتج خصيصا لرمضان في العالم العربي وأيضا الكاميرات الخفية وبرامج المسابقات. كل هذه الأنواع وكأنها كونت ثقافة إعلامية عند الجمهور العربي عموما والجزائري خصوصا، تشترط حضور هذا النواع من المواد الإعلامية في شهر رمضان.
تخصصك في الإعلام الديني، هل كان إختيارا منك أم وجهت إليه؟
درست تخصص إعلام بعد حصولي مباشرة على شهادة البكالوريا تخصص سمعي بصري على مستوى كلية الإعلام جامعة الجزائر 3، تخرجت منها بشهادة دكتوراه في نفس التخصص بأطروحة موسومة بتحليل الخطاب الديني التلفزيوني عبر المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري، قناة القرآن نموذجا. اختياري للإعلام الديني، كان بعد أن تقدمت لقناة القرآن الكريم سنة 2010 لإجراء كاستينغ للالتحاق بالقناة ونجحت في ذلك والأكيد عن رغبة مني وحب، إذ كانت لي تجربة في تنشيط وتقديم المناسبات الدينية على مستوى المساجد والمؤسسات الثقافية والتي ساعدتني في تكوين ثقافة دينية بالإضافة إلى تخصصي الإعلامي على أن أكون في هذا النوع من الاعلام القيمي ودامت تجربتي 10 سنوات في قناة القرآن الكريم قدمت من خلالها أكثر من 14 برنامجا تلفزيونيا، والآن أنا في القناة الإخبارية القناة الثالثة منذ سنة 2020 أقدم برنامج فكري اسمه “أبعاد” سيبث في شهر رمضان بمعدل حلقتين في الأسبوع بحول الله.
كيف تقضي يومياتك في رمضان؟
يومياتي في رمضان تتراوح بين العمل والعبادة والالتزامات الأسرية.. أذهب إلى السوق متى قضت الحاجة، أبذل الجهد ما استطعت لأداء الصلوات في المسجد، وأخصص وقتا لقراءة القرآن الكريم، كما أنني أفضل العمل في شهر رمضان، إذ سأكون حاضرا من خلال برنامجين أحدهما على القناة الإخبارية للتلفزيون الجزائري وهو برنامج فكري برنامج “أبعاد” وبرنامج تاج القرآن كل سهرة جمعة على قناة القرآن الكريم.
حاورته: حاء.ع