البعد الديني في الثورة الجزائرية.. الإسلام مصدر الروح المعنوية للثورة المباركة

البعد الديني في الثورة الجزائرية.. الإسلام مصدر الروح المعنوية للثورة المباركة

إذا أردنا أن نقف على مصدر الروح المعنوية العالية التي تسلح بها الشعب الجزائري فجعلته في مأمن من التحلل والذوبان، وكانت له الحصن المنيع، والمصل الواقي طول عهد الاحتلال، وكانت له اليد الجامعة والقوة الدافعة خلال الثورة التحريرية، إن مصدر هذه الروح يعرفها العامة والخاصة إلا من أراد أن يجحد، والإسلام هو الذي ربى هذا الشعب على العقيدة والإيمان، وعلى العزة والكرامة والحرية، وسما به إلى العلا، وبفضل القيم الروحية ومكارم الأخلاق المتألقة في النفوس، استطاع الرجل الجزائري والمرأة الجزائرية تسجيل أروع البطولات في تاريخ الثورة التحريرية، ويكتبان بدمائهما أشرق الصفحات في تاريخ العصر الحديث، ويقفان مواقف افتكت إعجاب العالم، وجعلت العدو يخسأ وينطوي، ويشعر من الأعماق أن شعبا يملك هذه القوة من الشجاعة وحب التضحية يغلب ولا يغلب، ينتصر ولا ينهزم. كما أن الإسلام غرس عزة النفس وكرامتها في نفوس المجاهدين، وغرس في الشجاعة ونزع منهم الخوف إلا من الله وقوى فيهم إرادتهم وصبرهم وفتح أمامهم باب الأمل والجهاد في سبيل الحق وكل هذا زاد من إيمانهم وشجاعتهم وزادهم مضيا في طريقهم، لأنهم يعلمون أن النصر حليفهم. ومنه أصبح الدين قوة تجنيدية هائلة مسخرة لتحقيق الاستقلال وتحقيق مبدأ أن الكفاح من أجل الاستقلال. وأكدت جمعية العلماء المسلمين أن هناك قومية جزائرية وأن صفتها الإسلام والعروبة، فعاد كثير من الجزائريين إلى التمسك بصلواتهم وقاطعوا التدخين، كما أفتى هؤلاء العلماء بأن تخلى عن قانون الأحوال الشخصية الإسلامي للحصول على صفة المواطن الفرنسي يعني الاعتداء عن الإسلام. وهذا ما يبينه ويشرحه لنا أحد أولائك الذين شاركوا في ثورة التحرير الوطني حيث يصف لنا كيف كان يقضي جيش التحرير الوطني أيامه في رمضان فيقول:” لقد كان رمضان في الثورة الجزائرية تهجدا بالقرآن ترتله الأصوات “. فهم كانوا يعتمدون على العامل الديني في حربهم مع فرنسا فيقول أحد الثوار المسجونين ”وعندما حان وقت صلاة المغرب من مساء ذلك اليوم فقد أدينا تلك الصلاة في جماعة ”، فهذا يبن لنا أن هؤلاء المجاهدين كانت تعمهم عقيدة راسخة بقيم الإسلام. يقول  “جاك بريك”  الذي عاش في الجزائر فترة طويلة في الجزائر حول ثورة الجزائر،:”لقد كدنا نتفق على أن الإسلام كقوة فكرية وروحية، وكان هو السياج الأخير والوحيد الذي لم يستطع الاستعمار الفرنسي أن يزيحه من طريقه”، فقد كانت الحرب الاستعمارية الفرنسية حربا حضارية وجهها الاستعمار الفرنسي ضد اللغة والدين والتنظيم الاجتماعي.

 

مذكرة تخرج – جامعة تيارت-