البعد الديني في الثورة الجزائرية.. البعد الديني في المجال العسكري

البعد الديني في الثورة الجزائرية.. البعد الديني في المجال العسكري

إن الفترة الممتدة من 1948 م حتى قيام الثورة المسلحة 1954 م كانت فترة إعداد للثورة المسلحة التي عرف الزعماء أنها هي الطريق الوحيد لاستقلال بلادهم بواسطة إيجاد دولة جزائرية ذات سيادة ونظام ديمقراطي في دائرة المبادئ الإسلامية مع احترام جميع الحريات الأساسية دون أي ميزة في الدين أو المعتقد، ولتحقيق ذلك عملت جبهة التحرير الوطني من البداية على توفير ما أمكن من السلاح لضمان استمرارية ثورتها وتوسعها، مما جعلها تلجأ إلى مساعدات الدول الشقيقة والصديقة إذ لا يمكن لأي جيش أو قائد في العالم أن يفكر في اللجوء إلى الحرب إلا إذا كان يمتلك من العدة والعدد ما يؤهله لهدر العدو وهزمه، معتمدا على الإرادة والعزيمة، والروح الوطنية والدينية إذ تعلق الأمر بالدفاع عن الوطن والدين والعرض والشرف، وقد حث الله سبحانه وتعالى المسلمين على ضرورة إعداد العدة للحرب قبل اشتعال فتيلها ، وذلك في محكم تنزيله قوله ” وَأعِدوا لَهمْ ماَ اسْتَطَعْتمْ مِنْ قوَّةٍ وَمنْ رِباطَ الْخَيْلِ ترْهِبونَ بِهِ عَدو اللهِ وَعَدُّكمْ ” ، وكان المجاهدون يعلمون أن سلاحهم قليل وأيديهم فارغة لمجابهة العدو إلا أنهم لم يتراجعوا وكانوا يرددون:” إن لم يكن لدينا سلاح فلدينا إيمان يعمر قلوبنا ”، وهذا ما زاد في شجاعتهم وتصميمهم و دفعهم لضرب العدو بقوة، ولقد ذكر أحد القادة الفرنسيين وهو الجنرال  “ماسو ” :”إن جيش الثورة يقاتل كالأشباح وهو موجود في كل مكان يتبع خطواتنا حيث اتجهنا، ويهاجمنا من حيث لا ندري وحيث نستقر، فهو يعرف حسب خططه غالبا من يهاجم، ومتى يستجيب للإيقاع بنا وقد استطاع هذا الجيش الخفي أن يتنقل بسرعة مدهشة لم ندرك خفاياها حتى الآن من حرب العصابات الصغيرة المبعثرة إلى مستوى الحرب الحقيقية المنظمة”. إن أهم ما يميز الثورة رجال جيش التحرير، هو الأخلاق والتمسك بقيم الإسلام، وتعاليمه، فقد حرصوا على أن يكونوا صورة لها فقد أخذوا على أنفسهم بتطبيق هذه التعاليم وإلزام أفراد الشعب بها.

 

مذكرة تخرج – جامعة تيارت-