البعد الديني في الثورة الجزائرية.. الشريعة الإسلامية مصدر الأحكام القضائية

البعد الديني في الثورة الجزائرية.. الشريعة الإسلامية مصدر الأحكام القضائية

وفي الأحوال الشخصية كانت الشريعة الإسلامية هي مصدر الأحكام القضائية لتلك الفترة بل أنها طبقت في بعض المناطق حد الزنا وفق الشريعة الإسلامية، وقد تولى مسؤول القضاء شيوخ وعلماء متخرجون من الزوايا ومن الجامعات الإسلامية، ومع بداية سنة 1958 م أنشئ فرع القضاء والأوقاف، ويوجد هذا الفرع على مستوى كل قسم، وكان بديلا عن المحاكم الفرنسية التي منعت جبهة التحرير الوطني اللجوء إليها، ومن هنا يبقى الدين الإسلامي من أهم العناصر الأساسية الدافعة للثورة التحريرية الجزائرية  .كما أن الجبهة كانت تعمل جاهدة على دعم الأخلاق الثورية المرتكزة على قيمنا العربية الإسلامية، تلك القيم التي ستكون منها المنطلق لبلورة عناصر الشخصية الوطنية، وتكوين الإنسان الجزائري الجديد القادر على الإسهام بفعالية في معركة البناء والتشييد من أجل السيادة الوطنية وإقامة الدولة القوية والمستقلة. ولقد تميزت الثورة الجزائرية بكونها شعبية عربية وإسلامية المنطلق، حيث أقر بيان ثورة نوفمبر1954م ومؤتمر الصومام 1956 م اللذان جاءا لتنظيم شؤون الثورة الجزائرية، أنه إذا تحررت الجزائر فيجب عندها إقامة دولة في إطار المبادئ الإسلامية وهذا المعنى يؤكده كل أحرار الجزائر الذين عاصروا هذه الحقبة، إن حركة الإصلاح الديني حركة نهضة إسلامية ذات طابع ثقافي وسياسي وتستهدف القضاء على النظام الاجتماعي الاستعماري وكان سر هذه الرسالة القومية تكمن في هذه الكلمات الثلاث “الإسلام ديننا العروبة لغتنا الجزائر وطننا”. أجل، وقد كانت هذه الأيام بمثابة مشاعل أنارت مسيرتنا وحققت إرادة الشعب في التعلق بالحرية والعيش في ظل السيادة والكرامة، إنها أيام الله الخالدة التي قال الله في شأنها ” وَذَكِرْهمْ بِأَيَامِ اللهِ”.

مذكرة تخرج – جامعة تيارت-