أيَا مرْسَمَ اللّيلِ خُذ من حُزْنِي قناديلَا…و سَهْداً يجثُم
الدمْع…….يَهْوى المناديلَ…. و يُهدِيني تحت الثّرى من
أحمرِ الوردِ اِكليلا….و يكتبُ على شاهدي الرُّخامي حروفَ
السينِ و اللامِ والباءِ س ل ….بيلاً…… يُرَدّدُ لحْن
الفِراقِ ……..و يُطْرِبُني من أوجاعي موَاويلا….. و تأْخذني
آهاتي على قواربِ مَرْساتي …..بعيدا من سوادِ
غيْماتي………. فتَحِنُّ للأنوارِ مِشْكاتِي…..أتْلُ تراتيلاً في
صلواتي…….. سَجينٌ غضبَ
رنَّاتي…فلا عوداً يُهدْهِدُ سبَّابتِي…….ولا الأوتار تعشق
نوتاتي ……ولا الحِزامُ الشَّامِيُّ
يراقِصُ نغَماتي….تَلوكُنِي مأساتِي …… و أنيَابُ الذِّئبِ
عنواني
حسرة أمّي و مماتي ……….تسَلَّل خِفْيَةً خلف
أسواري…… و قلب أمّي نائمٌ غير دارٍ……نبَش الأخضرَ
من زرْعي……. و قطف من حديقتي كُلّ رَياحِينِي و
سِبِلَّاتِ زهَراتِي ….قتلَ مُهْرَتي الرشيقة * سالي *….و
بقَرَ عنْزَةَ
أُمِّي و أهانَ دجاجة أخي مُحسِن و قهرَ الجميلةَ
من غَنَماتي….. أتُراهُ من دُجى اللّيْلِ جاء يَخْنُقُ
أقْداري…… يُرْبِكُ سمري و يزرع الرُّعب على وميض
أسحاري….. و يخَضِّبُ بالدم بياض دفاتري….و يحجِزُ
جواز أسفاري….ويرسم خطًّا لخارطة مشواري و يُطلِق
العنان لروحي فتُرثيني قوافيكَ…. و تبكيكَ أشعاري….يرمي
حقيبة يدي عنوةً …و يُبدِّدُ أحلامَ حِلِّي و نشْوةَ
تِرْحالي………و يُحرِقُ تذْكِرَةَ أسفاري…. وَيْحَ أبي الطاهِرُ
من نجاسَتِكَ…..توَسْلتُ لكَ بِربّ الجنةِ و النارِ….اتْركْ
يدِي و تنُّورتي ……….أنا البراءةُ تغزُو سريرتي……..أنا
الحمامة البيضاء سِرُّ وجودي……..أنا الدُّمْيةُ الجميلة
تناديني صغيرتي…آهٍ لوجْهٍ تَلَوّنَ بالخُبْثِ و الجُبْنِ
والعارِ……أتراني في حقِّكَ مُذنِبةٌ أنا….استهديتك
بالرَبِّ الرحيمِ و الودود الغفَّارِ……. أرى في قُبْحِ وجهكَ
جمال مدرستي…… و في غِلضةِ يدِكَ حنان امّي …..و
في شُح مبسمكَ قهقهات والدي…….و في عنفكَ
الشيطاني.. لُطْفَ مُعلِّمتِي…..و ظفائر دمْيَتي…..و وِشاحَ
جدّتي…..و كرْسيَّ أرْجوحَتي….و…و…و…و…و…و.
سأحِنُّ لِقلَمي و مِبْراتي….و تحيةَ عَلَمِي يوم الخميس و
كُرَّاساتي……و رائعة النملةِ و الصّرْصورِ و طرائفَ
الحَكَواتي…..و عَيْدِيَّةَ خالي و فوانيسَ أزِقَّتي و بائع الفول
وصانعة الكعكِ في دروبِ حاراتي….. و سأرى في
مرقدي بسْمةَ
أختي
الصغيرةَ * كاتي *…..و شقاوةَ زميلاتِي……بعيداً هناك عنْ
دياري…..شطّبْت شهادةَ ميلادي…و القمتني كرهاً دفتر
المنايا و ابكيْتَ أمِّي ورسَّمْتَ جُرْمَكَ و أعلنْتَ
لحظةَ وفاتي .
شريط نبيل