بعضها سخيف والآخر خطير

“الترندات”.. تغزو المواقع وتنتشر بين الشباب والمراهقين

“الترندات”.. تغزو المواقع وتنتشر بين الشباب والمراهقين

في كل مرة نسمع بـ “ترند” جديد يغزو مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، ويتنوع هذا “الترند” بين السخيف التافه وآخر خطير قد تكون نهايته مؤلمة، وتبيّنت خطورته بعد فقدان بعض المشاركين فيه حياتهم.

ورغم بعض النهايات المأساوية، ما زالت هذه التحديات ومثيلاتها رائجة بين مستخدمي الشبكات الاجتماعية، وخاصة المراهقين وصغار السن.

تنتشر هذه “الترندات” بشكل كبير على موقع “التيك توك” الذي عرف بدوره انتشارا كبيرا خصوصا مع بداية جائحة كورونا وصولا إلى وقتنا الحالي، ‏بحيث أصبح يحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث الاستخدام متفوقاً على المواقع العالمية كافة بما فيها “غوغل” خلال آخر إحصائيات عام 2023.

إقبال على التحديات الخطيرة

من بين التحديات المنتشرة في موقع “التيك توك” ومارسها بعض طلاب المدارس، ما يسمى بـ “تحدي كتم الأنفاس” أو تحدي الموت، والذي يتم بتسجيل الشخص من خلال حسابه عبر تطبيق التيك توك ثم يطلب من اللاعب تعتيم الغرفة، ومن هنا جاء مصطلح تحدي التعتيم أو«Blackout challenge»، وبعدها يسجل المشارك مشاهد للحظات كتم النفس، بحجة أنهم سيشعرون بأحاسيس مختلفة، وأنهم سيخوضون تجربة لا مثيل لها وقد تسبب هذا التحدي في عدد من الوفيات في الدول الأوروبية والعربية، حيث أدى كتم التنفس المُتعمَّد إلى اختناق عدد من المُستخدمين وموتهم، ومن الترندات والسلوكيات المشينة داخل المؤسسات التربوية والتعليمية تحدي التظاهر بالإغماء داخل أقسام المؤسسات التربوية، حيث تصدر الترند بداية سنة 2023.

 

حاجة الإنسان إلى التواصل

يعتبر البعض أن الإقبال على “الترند” هو نوع من الترفيه والتواصل بين البشر، ولأن التواصل العميق مع الآخرين قد يكون صعبا، فاتباع “الترندات” ومشاركتها عبر المواقع يمنح الشخص نوعا من التواصل السطحي الخالي من الصعوبة، وبمقابل ذلك قد تكون له تأثيرات سلبية على الهوية والخيارات الشخصية، ويكون هذا حسب “الترند” المطروح.

 

“الترند”.. خطر محدق بالمراهقين؟

يحذر المختصون من تأثير الترندات الرائجة على المراهقين، فعلى الرغم من ميل الكثير -بدرجة أو بأخرى- للتأثر بالترندات والاتجاهات الشائعة، فإن المراهقين هم الفئة الأكثر عرضة لذلك، نظرا لكونهم في مرحلة عمرية يبحثون فيها عن طرق مختلفة للتعبير عن هويتهم.

وفي محاولات المراهقين لإثبات تميزهم عمن حولهم من البالغين، قد يقعون في فخ تقليد اتجاهات بعينها لإثبات تحررهم وانفتاحهم على العالم.

ينصح خبراء التربية الآباء والأمهات بالتواصل المستمر مع الأبناء في عمر المراهقة، وتوعيتهم بالمخاطر المحتملة لمثل هذه السلوكيات، فربما يساعد هذا الوعي على أن يتوقفوا قبل الاندفاع لقبول أي تحد سخيف قد يكلفهم حياتهم.

 

المختصون في مواجهة كل تحدي خطير

إذا كانت “التحديات” السخيفة والتافهة تثير حفيظة التربويين والاجتماعيين الذين كثيرا ما حذروا من خطورتها على شخصية الشباب والمراهقين، فإن بعض “التحديات” تثير حفيظة الأطباء الذين يجدون أنفسهم في كل مرة يُحذرون من “ترند” معين يرونه خطيرا على صحة الشاب أو حياته، وهو ما حدث على سبيل المثال مع “الترند” الذي ظهر مؤخرا بين بعض المستخدمين، تناولوا فيه الطين والطباشير أمام متابعيهم؛ ما أثار موجة من التساؤلات حول الفوائد الصحية لهذا السلوك ومدى خطورته على الصحة.

ورغم أن هذا التقليد قديم يعود إلى مئات السنين في بعض الثقافات، إلا أن خبراء الصحة يحذرون من المخاطر المحتملة لتناول تلك المواد دون إشراف طبي.

ويؤكدون أن الطين قد يحتوي على معادن ثقيلة ومواد ملوثة؛ ما يزيد من تعرض الجسم للسموم بدلًا من تخليصه منها.

وأشار البروفيسور غونتر كونلي، خبير التغذية في جامعة ريدينغ لصحيفة “ديلي ميل”، إلى أن الطين والطباشير لا يخضعان للفحوصات الصحية كونهما لا يعتبران طعامًا؛ ما يزيد من المخاطر المحتملة عند استهلاكهما.

ل. ب