العلم والإيمان

التقدم في العمر

التقدم في العمر

لقد قرر القرآن قبل 1400 سنة أن الإنسان كلما تقدم في العمر تراجع في الخَلق، كيف يحدث ذلك؟ منذ بدء تشكل أي خلية حية فإن عملية الموت تبدأ مع بداية حياة هذه الخلية.. ويقول العلماء إن أي خلية ومنذ خلقها تسير باتجاه الموت.. فلا يمكن لخلية أن تدوم للأزل.. لأن تصميم الخلية بالأساس هو أنها صُممت لتموت!! تماماً كما في النجوم.. فالنجم صمم أساساً لينتهي ذات يوم ويستنفذ وقوده ويتحول لنوع آخر.. لأن آلية عمل النجوم تتضمن موت هذه النجوم.. كذلك في عالم النبات وفي عالم الحشرات… فكل شيء في الكون تم تصميمه ليموت في النهاية. وفي أحدث بحث علمي يؤكد العلماء أنه يسير باتجاه الزوال والموت… وكأن كل شيء في الكون صُمم ليموت في النهاية.. وهذا يتفق مع قوله تعالى: “وَ لَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” القصص: 88. فهذه الآية تؤكد أن “كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ” وسوف يموت إلا الله تعالى الخالق.. عملية موت الخلايا  عملية منظمة جداً ودقيقة ولا يمكن إيقافها وتسير ببطء في البداية ولكن بعد منتصف حياة الخلية “شبابها” تبدأ عملية الموت تسير بوتيرة أسرع بكثير أي هناك تسارع لتنكيس الخلايا مع الهرم.. حيث تولد الخلية وتبلغ ذروة شبابها ثم تهرم وتشيخ وأخيراً تتلاشى وتموت.. وهذا القانون ينطبق على جميع الكائنات، وفي دراسة حديثة تمكن العلماء من إطالة عمر الخلايا “ولكن لفترة محدودة” من خلال إخضاع الشخص لنظام غذائي صحي.. أي إذا أردت أن تعيش أكثر عليك ألا تسرف في الطعام والشراب.. كما قال تعالى: “وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا وَ لَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” الأعراف: 31. وأخيراً هل يمكن لنبي كريم أن يقرر وبقوة أن الإنسان كلما كبر سوف يتعرض لانتكاسات في أجزاء جسده، وأنه لا يمكن إيقاف هذه العملية أبداً؟ لأن الخلية مصممة أساساً على هذا النظام التنكّسي، والتنكس في الخلق هو جزء من تصميم الإنسان.. وهذه الحقيقة التي يقررها العلماء اليوم لا يمكن لأحد أن يقررها إلا خالق الإنسان سبحانه وتعالى.

من موقع رابطة العالم الإسلامي