إن التنازع والافتراق ليس من صالح المسلمين أبداً، وهو خلاف لما تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال: “افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلى واحدة قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي”، فلا نجاة إلا بإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وما عليه أصحابه من المهاجرين والأنصار ومن سار على نهجهم بإحسان، إن ديننا دين الاجتماع والمحبة والتآلف، ولذلك شرع لنا الاجتماع في المساجد لصلاة الجماعة، والجمعة، كل ذلك من أجل أن نتآلف ونتعارف ويتفقد بعضنا بعضاً حتى نكون جماعة واحدة، يجب أن تكون قلوبنا صافية فيما بيننا، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتحاب، قال صلى الله عليه وسلم: “لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم”.
وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن التهاجر بين المسلمين، فقال: “لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”، فلنتق الله عز وجل، ولننظر في واقعنا، ولنحذر من أعدائنا، ولنتمسك بديننا، يقول الله عز وجل: ” شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ” الشورى: 13، وليحذر المسلم من النمامين، قال تعالى: ” وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ” القلم: 10 – 12، والنمام هو الذي ينقل الحديث بين الناس على وجه الوشاية لأجل أن يفسد ما بينهم من المودة؛ هذا هو النمام، وقد قال بعض العلماء: إن النمام يفسد في ساعة ما يفسده الساحر في سنة، فالنمام أشد فسادًا من الساحر، وقد قال صلى الله عليه وسلم “لا يدخل الجنة نمام”، فاحذروا من النمامين والوشاة، قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ” الحجرات: 6.
موقع إسلام أون لاين