تلعب المرأة دورًا حيويًا في المجتمع الجزائري على مختلف الأصعدة، سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية أو الثقافية.
فقد شهدت الجزائر تحولات كبيرة في مكانة المرأة، خاصة بعد الاستقلال، حيث حصلت على حقوق قانونية مكّنتها من المشاركة في تنمية المجتمع. فأثناء الحقبة الاستعمارية كانت المرأة الجزائرية جزءً من المقاومة ضد المستعمر الفرنسي سواء في الكفاح المسلح أو دعم الثوار، ومن أبرز الأسماء جميلة بوحيرد وحسيبة بن بوعلي وزهرة ضريف، أما عن الدور الاجتماعي، فالمرأة الجزائرية تعتبر ركيزة أساسية في الأسرة، حيث تقوم بتربية الأجيال وتنشئتهم على القيم والعادات والتقاليد، مع مواكبة التطورات الحديثة.
كما تساهم في العمل الخيري والتضامني من خلال الجمعيات والمنظمات غير الحكومية.
الدور الاقتصادي، فقد أصبحت المرأة جزءًا لا يتجزأ من سوق العمل الجزائري، حيث تعمل في مختلف القطاعات مثل التعليم، الصحة، الإدارة، وحتى المجالات التي كانت تُعتبر حكرًا على الرجال مثل الهندسة والأمن. كما برزت في ريادة الأعمال، حيث تدير مشاريع صغيرة ومتوسطة تساهم في الاقتصاد الوطني. بالنسبة للدور السياسي، فقد شهدت الجزائر تقدمًا في تمثيل المرأة في المناصب السياسية، حيث نصّ الدستور على ضرورة تعزيز مشاركتها في الحياة السياسية. وتتقلد النساء اليوم مناصب وزارية وبرلمانية، بالإضافة إلى دورهن في المجالس المحلية والمجتمع المدني. أما الدور الثقافي والإعلامي، فقد ساهمت المرأة الجزائرية في المجال الثقافي والأدبي من خلال الإبداع في الكتابة والشعر والسينما والفنون. كما لعبت دورًا بارزًا في الإعلام، حيث نجدها مذيعة، صحفية، ومخرجة، تسلط الضوء على قضايا المجتمع وتساهم في التوعية.
وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته المرأة الجزائرية، ما تزال تواجه تحديات مثل بعض العوائق الاجتماعية، العنف الأسري، والتمييز في بعض المجالات، لكن القوانين الجزائرية بدأت تعزز حقوق المرأة من خلال إجراءات تهدف إلى تمكينها وحمايتها. وختامها يمكن القول بأن المرأة الجزائرية عنصر فاعل في المجتمع، وتسهم في مختلف المجالات، وتسعى إلى تحقيق المزيد من المكاسب في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية. ومع استمرار الجهود لتعزيز حقوقها، يمكن أن تلعب دورًا أكبر في بناء مستقبل الجزائر.
بقلم التلميذة: براهام نهاد
قسم الثانية ثانوي شعبة آداب وفلسفة
ثانوية موحوس برج الكيفان\ الجزائر العاصمة