تحيي الجزائر، اليوم، السادس عشر 16 أفريل وككل سنة، يوم العلم تخليدا ليوم وفاة العلامة عبد الحميد بن باديس رائد النهضة والإصلاح في الجزائر.
يُخلد الجزائريون ذكرى وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي كرس كل حياته لغرس معاني الوطنية وقيم الأصالة في أجياله المتعاقبة.
تحرص العائلات الجزائرية على تخليد هذه الذكرى، من خلال مساعدة الأبناء على التحضير الجيد والمساهمة الفعالة في الاحتفالات التي تقوم بها كل المدارس الوطنية عبر كل ربوع الوطن.
أنشطة متنوعة لتخليد المناسبة
وفي لقاء ليومية “الموعد اليومي” مع عدد من الأولياء، لمعرفة آرائهم وما يقومون به لتخليد هذا اليوم الوطني وترسيخه في أذهان أطفالهم منذ الصغر، أوضحت السيدة “جميلة. ر”، أن يوم العلم في الجزائر من أبرز المناسبات التي يتم الاحتفال بها، لتخليد ذكرى العلامة الكبير عبد الحميد بن باديس، ولإحياء الشعور بالتقدير لكل ما قام به من أجل أبناء وطنه في الفترة الاستعمارية الكبيرة، التي مرت على الشعب الجزائري، والتي قضت على كافة مقومات الدولة، أما عن أهم عادات يوم العلم التي تقوم بها مع أبنائها لترسيخ لهم هذا اليوم الوطني، فتتمثل في رسم العلامة عبد الحميد بن باديس والشهداء من العربي بن مهيدي وزيغود يوسف وكذلك كتابة النشيد الوطني الجزائري قسما وأغنية “من جبالنا طلع صوت الأحرار”، كما تقوم أيضا برسم علم الجزائر على وجوه أبنائها، وهو نفس ما ذهبت إليه السيدة “نسيبة”، حيث قالت إن عيد العلم في الجزائر يعتبر من أبرز الفعاليات والنشاطات التي تمثل تمسك الجزائري بالعلم وذكرى العلامة ابن باديس، خاصة في المدارس من خلال الاحتفالات المدرسية التي تبقى راسخة في أذهاننا.
مسرحيات وأناشيد
لا تفوت المدارس الجزائرية الاحتفال بهذه المناسبة وتخليد هذا اليوم العظيم، وهو ما يؤكده الاحتفال الذي تسبقه حركية غير معهودة، حيث يبدأ الأساتذة بتحضير تلاميذهم لإقامة حفل يكون بمثابة عربون وفاء لعلامة أفنى كل حياته في سبيل العلم.
من جهتهم، عبر التلاميذ عن فرحتهم بهذا اليوم وأوضحت التلميذة “هند” صاحبة الـ 10 سنوات، أن 16 أفريل من كل سنة، لا يفوّته أساتذة المدرسة نظرا لقيمته الرمزية والعلمية والتاريخية، حيث يكلفوننا بإنجاز بحوث حول العلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس بهدف التعرف والحفاظ عليه في عقول التلاميذ، والحضور بلباس تقليدي لأداء المسرحيات، أما الطفل “يونس” صاحب الـ 9 سنوات، فقد بدت السعادة واضحة على وجهه وهو يحدثنا عن النشاطات التي طلبتها منه أستاذته بتقليد شخصية العلامة بن باديس في اللباس والمظهر للقيام بمسرحية فكاهية بعنوان “الجهل والعلم” في القسم مع زملائه، إضافة إلى قراءة مقطع من قصيدة “شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب”.
من جهة أخرى، أعربت الأستاذة “أ. ط ” بالطور الابتدائي، عن قيمة إحياء هذا اليوم في عقول وقلوب الجيل الجديد، وقالت إنها تقوم بتحضير عدد من المسرحيات والعروض التي تتناسب مع المناسبة والتي سيتم إقامتها في المدرسة، وما زاد من حماس تلاميذها هذه السنة هو إنشاء إدارة المدرسة لإذاعة مدرسية، ما يعني أن الحفل سيصور ويُنشر في صفحة المدرسة، وهو أمر استحسنته لأنه سيوثق الاحتفال ويُخلد المناسبة.
ل. ب